أي حكوماتٍ هذه ! / م . عبدالكريم أبو زنيمة

أي حكوماتٍ هذه !
إنَّ المُراقب لأداءِ الحُكومات الأردنية في العقدينِ الأخيرين سيحكُمُ عليها بأنَّها حكومات فاشلة بعيدة كل البُعد عَن خدمةِ المواطن والمَصالح الوطنية، فمن غيرِ المَعقول أن يَنحصر الإبداع الفكري لهذه الحكومة وسابقتها في التنقيب عمَّا في جيبِ المواطن البسيط وكيفية السطو عليه في ظلِ غيابٍ كامل لدورِ مَجلس النواب الذي سقطَ نهائياً من ذهنيةِ ورهانِ الشعب عليه، هذا المجلس الذي أصبح الوجه الآخر للحكومات التنفيعية !
هذه الحكومة، والتي نجحت بامتياز في تنفيذ توصيات وتعليمات صندوق النقد والبنك الدولي، ضاربةً بعرضِ الحائط كل المصالح الوطنية لهذا الوطن لم تُكلف نفسها عناء التَّفكير بالبحثِ عن بدائلَ أُخرى – ليس لسدِ العَجز المالي الذي لن يتوقف- وإنَّما لوقفِ الانهيار في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهل هناك ربط بينها وبين سياسات وأهداف الأذرع الصهيوأمريكية المتمثلة بهذه الصناديق؟ فمن المعلوم أنَّ سياسات هذه الصناديق الدولية تهدف الى إغراق الدول المُستهدفة بالديون وذلك َ عَن طريق توظيف أشخاص من داخل الدولة لتبذير هذه القروض والأموال على مشاريع غير استثمارية وغير إنتاجية بعيداً عن المحاسبة والمسائلة مع توفير بيئة مناسبة للفساد بحيث تعجز الدولة بعد مرور فترة من الزمن عن الإيفاء بالتزاماتها المالية، لتنقض في النهاية على فريستها بفرض المزيد والمزيد من الضرائب، الأمر الذي سيولد الفوضى بالطبع، مما يؤدي أخيراً الى فرض شروط سياسية ومشاريع لا وطنية !
أي حكومة هذه التي تتحدى الشعب بأكمله ! حكومة لم تنجز شيئاً سوى فرض الضرائب والجباية والتَّسبُب بانهيار سياسي أدى الى تهميش الدور الأُردني في القضايا المحورية ذات التأثير المباشر على أمن واستقرار الوطن، انهيار إقتصادي عام وبيئة استثمارية طاردة للاستثمار! انهيار منظومة التعليم التي كانت النموذج على مستوى الاقليم! مرافق صحية خاوية يموت فيها المريض وهو ينتظر صورة اشعاعية، بطالة مرعبة وما يصاحبها من تفشي المخدرات والجرائم، إنفلات أمني غير مسبوق! فوضى على الغارب في سوق العمل من عمالة أجنبية زاحمت الشباب الأُردني على كافة فرص العمل !!!
أي حكومة هذه التي تتشدق بالوطنية صبح مساء! الم تسمعوا بما فعلهُ مهاتير محمد فور تسلمهِ مهامه من إغلاقه أجواء بلاده البرية والبحرية والجوية والقبض على اللصوص واسترداده لعشرات المليارات منهم! لم يفرض على مواطنيه الضرائب لسد العجز بل قام بتخفيضها! هذا الزعيم هومن بكى في ستينيات القرن الماضي عندما تسلم الحكم في ماليزيا لعدمِ وجود ماء صالح للشرب، وما هي إلا سنوات حتى جعلَ من دخل المواطن الماليزي من بينِ أعلى الدخول في العالم وجعل من ماليزيا منارة للعلم والمعرفة والابداع والتطور ووجهة سياحية وأستثمارية عالمية، لم يَفرض عليهم الضرائب وإنَّما حارب الفساد بكافة أشكاله واستثمر في الإنسان! لم يمسخ كرامة المواطن ولم يحاربه في لقمة عيشة ليسدد أموالٍ نُهبت وسارقوها أصبحوا من علية القوم المتنفذين!
أي حكومة هذه التي تتحدى كافة مؤسسات المجتمع المدني بلا استثناء! نقولها لكم: الشعبُ الاردني أجل وأنبل من عجرفتكم وتطاولكم عليه..أنتم فشلتم في توفير الحياة الكريمة له اذ أصبحت حاويات القمامة تعج بالكثير منه بحثاً عما يسد رمقه فاستبحتُم كرامته وسيادته..فعليكُم بالرحيل!
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى