#محو_الامية كهدف تنموي مستدام…ماذا يعني..؟
ا.د #حسين_محادين*
(1)
لم تعُد الامية قراءة وكتابة اولوية قصوى في مسيرات جل بلدان هذا العالم ، وربما الشرعية الدولية التي تتغنى به اولوية للاسف، فمنذ منتصف القرن الماضي تقريبا (1946) اطلقت اليونسكو اليوم العالمي للتحصيل ومحو هذه الامية رغم انها من اولويات حقوق الإنسان في التعليم والصحة، لكن الواقع المعيش عالميا للآن يشير الى وجود تقدم بطيء جدا بهذا الخصوص كما تشير الاحصاءات الدولية “اليونسكو” والعربية الصادرة عن منظمة ألالسكو-المنظمة للعربية للتعليم والتنمية عموما.
(2)
ان المسافة الحضارية بين أبناء وبنات دول المركز العالمي الغربي وبين ابناء الدول النامية من حيث مستوى المعيشة ، فالتعليم وحده هو المنجم الانساني المستدام الذي بوسعه ان ينقل حياة فقراء ولغات التعليم في مجتمعات الهامش الدولي الى مكانة رفيعة تليق بحقوقها الانسانية المرتجاة للآن..فالتعليم الابجدي هو القاعدة الاساس لتحقيق مؤشرات العدالة، والتطور للشعوب النامية الاكثر امية وامراض حياتية بالتأكيد.
( 3)
ان ابرز تحديات التنمية البشرية التي تواجه مجتمعاتنا المهمشة بعيد ظهور سطوة العولمة، وهي المجتمعات ذات القاعدة السكانية الشابة من الجنسين هي:-
ا- ان الفىات العمرية دون سن الخامسة عشر مازالت تعاني من آفات الامية الابجدية.
ب- أن هذه الامية تصيب المرأة بشكل صارخ واقعا ونسب مئوية هي الاعلى من بين أميي العالم.
ج- الامية بدرها تعني ضمنا تدني مستويات الواعي بحقوق الذات الفردية والجماعية ترابطا مع ارتفاع نسب سوء القرارات الحياتية والانتاجية لدى هؤلاء بالترابط مع نمو التطرف وصعوبة المنافسة في سبيل الحصول على فرص كريمة لعيشهم كحق طبيعي لهم في ظل تغول سطوة المتنفذين افرادا ودول في اسواق العولمة الهادفة الى الاعتماد على قانون انتخاب الاقوياء علما وانتاجية فقط كوسيلة جشعة لجني الارباح ومراكمتها بعيدا عن الالتفات الصادق الى فقراء التعليم ومهارات التعامل مع التكنولوجيا في هذا العالم المعاصر.
د-لاشك ان تدني مخصصات التعليم الاساسي لاسيما في الدول النامية مقارنة مع ما تنفقه هذه الدول على شراء الاسلحة والحروب البينية التي تؤججها وتغذيها دول المركز الغربي المعولم انما تحرم الكثير من فقراء العالم النامي من نيل حقوقهم في التعليم والمنافسة في العمل وزيادة الانتاجية بالمجمل…وهذا ما نحن بحاجة الى تصويبه وطنيا وامميا .
فكل يوم عالمي9/9 من كل عام لمحو الامية والعالم بانتظار…فهل نطمح ان نتبنى جميعا خططا تنموية متسارعة لمحو الامية وصولا لتعديل واقع الجهل الابجدي المرّ رغم اننا في القرن الواحد والعشرون..؟ تساؤل مفتوح على العمل والحوار المؤسسي والتنموي الذي يستثمر في الانسان كقيمة عُليا باستمرار…؟؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.