ازمات المرور , السبب والمسبب ؟
الحديث هذه الايام لا ينصب الا على المرور والازمات , مشوار لمسافه قصيره يحتاج لساعه , الازمه كانت في ساعات الذروه اصبحت الان صباحا ومساء .. الكل يزاحم ويدافش املا بالوصول لكن دون جدوى , وبات الافق مسدودا لا يبشر بحل .
ان ازدياد المؤشرات الخاطئه في شوارعنا لها دلائل ‘مشكوك فيها ‘ فمحلات بيع القهوه للسائقين تزداد والمطاعم والمولات والفنادق والمقاهي اصبحت متراصه بعضها قرب بعض , الفن والذوق والاخلاق غابت عن شوارعنا , السيارات اصبحت وسيلة قتل السائق شرس والزامور وسيلة مخاطبه والشتائم والاشارات السيئه ادوات تفاهم .
هذه المؤشرات وغيرها تدل على ان الازمات في شوارعنا ( مفتعله ) بل ومقصوده , لانها بدل من ان تخف وتتلاشى نراها تزداد وتتفاقم , الامانه تمنح الرخص لكل من هب ودب ودون حسيب ورقيب همها استلام الرسوم .. والى حيث القت .
ورجال سيرنا الاشاوس .. تراهم صيفا وشتاء يقفون مذهولين امام هذا الكم الهائل من السيارات , لا يعرفون كيف يتصرفون , حلولهم انيه وشخصيه وما يرونه مناسبا للوضع .. وادارتهم غائبه او مغيبه عن التخطيط ( او لم تسمع عنه ) والدلائل كثيره وتزداد ايضا فالوقوف في المكان الممنوع اصبح عاده والوقوف المزدوج رجوله والوقوف ثالثا وجاهه , الشوارع الممنوعه اصبحت مسموحه , اغلاق الشارع للافراح والاتراح اصبح عاده , والفاردات ومسيرات التخريج تغلق شوارعنا , وليلا تستباح الحرمات للوقوف على الرصيف وبمنتصف الشارع والمحرم يصبح مسموحا .
ان ما اكتبه ليس اتهامات , اكتب عما اراه واشاهده واعاني منه بكل اسف .. ولا نقبل هنا ( مغناتكم ) الحق على السائق والسياره , شبعنا منها ولم تؤتي اكلا , ان الحق عليكم ..انتم من خلق هذه الازمه , والحق عليكم .
ان القانون يجب ان يطبق كالسيف القاطع على الكبير والصغير على المسؤول قبل المواطن , لكن سيفكم اصبح صدئا مثلوم لا امل به .
نترحم على ايام مدير للسير عاصرناه في السبعينات اسمه فتحي ابو السعود ( اطال الله عمره ) كان لا يداوم في مكتب يقف بالمرصاد شخصيا لمن تسول له نفسه المخالفه , ترك بصمه خلال ادارته للدائره , لكن من خلفه مسح اثار تلك البصمه للاسف .
اخيرا ليس لنا كمواطنين املا الا بالله ان يخفف عنا هم المرور وازماته والدعوات لعمان ان يحميها من كل شر انه سميع مجيب للدعوات .
فعلا السيد فتحي ابو السعود ترك بصمات في السبعينيات واوائل الثمانينيات وكان النظام بالاردن كلها يشهد له في ادرة المرور واعتقد ان كل الاجيال القديمه تذكر ابو السعود وتحترمه