ازمات المرور , السبب والمسبب ؟ / جاك بطرس القبطي

ازمات المرور , السبب والمسبب ؟
الحديث هذه الايام لا ينصب الا على المرور والازمات , مشوار لمسافه قصيره يحتاج لساعه , الازمه كانت في ساعات الذروه اصبحت الان صباحا ومساء .. الكل يزاحم ويدافش املا بالوصول لكن دون جدوى , وبات الافق مسدودا لا يبشر بحل .
ان ازدياد المؤشرات الخاطئه في شوارعنا لها دلائل ‘مشكوك فيها ‘ فمحلات بيع القهوه للسائقين تزداد والمطاعم والمولات والفنادق والمقاهي اصبحت متراصه بعضها قرب بعض , الفن والذوق والاخلاق غابت عن شوارعنا , السيارات اصبحت وسيلة قتل السائق شرس والزامور وسيلة مخاطبه والشتائم والاشارات السيئه ادوات تفاهم .
هذه المؤشرات وغيرها تدل على ان الازمات في شوارعنا ( مفتعله ) بل ومقصوده , لانها بدل من ان تخف وتتلاشى نراها تزداد وتتفاقم , الامانه تمنح الرخص لكل من هب ودب ودون حسيب ورقيب همها استلام الرسوم .. والى حيث القت .
ورجال سيرنا الاشاوس .. تراهم صيفا وشتاء يقفون مذهولين امام هذا الكم الهائل من السيارات , لا يعرفون كيف يتصرفون , حلولهم انيه وشخصيه وما يرونه مناسبا للوضع .. وادارتهم غائبه او مغيبه عن التخطيط ( او لم تسمع عنه ) والدلائل كثيره وتزداد ايضا فالوقوف في المكان الممنوع اصبح عاده والوقوف المزدوج رجوله والوقوف ثالثا وجاهه , الشوارع الممنوعه اصبحت مسموحه , اغلاق الشارع للافراح والاتراح اصبح عاده , والفاردات ومسيرات التخريج تغلق شوارعنا , وليلا تستباح الحرمات للوقوف على الرصيف وبمنتصف الشارع والمحرم يصبح مسموحا .
ان ما اكتبه ليس اتهامات , اكتب عما اراه واشاهده واعاني منه بكل اسف .. ولا نقبل هنا ( مغناتكم ) الحق على السائق والسياره , شبعنا منها ولم تؤتي اكلا , ان الحق عليكم ..انتم من خلق هذه الازمه , والحق عليكم .
ان القانون يجب ان يطبق كالسيف القاطع على الكبير والصغير على المسؤول قبل المواطن , لكن سيفكم اصبح صدئا مثلوم لا امل به .
نترحم على ايام مدير للسير عاصرناه في السبعينات اسمه فتحي ابو السعود ( اطال الله عمره ) كان لا يداوم في مكتب يقف بالمرصاد شخصيا لمن تسول له نفسه المخالفه , ترك بصمه خلال ادارته للدائره , لكن من خلفه مسح اثار تلك البصمه للاسف .
اخيرا ليس لنا كمواطنين املا الا بالله ان يخفف عنا هم المرور وازماته والدعوات لعمان ان يحميها من كل شر انه سميع مجيب للدعوات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا السيد فتحي ابو السعود ترك بصمات في السبعينيات واوائل الثمانينيات وكان النظام بالاردن كلها يشهد له في ادرة المرور واعتقد ان كل الاجيال القديمه تذكر ابو السعود وتحترمه

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى