الحجايا يستدين الملك يسدد لماذا ؟ / خالد عياصرة

الحجايا يستدين الملك يسدد لماذا ؟

النائب السابق حمد الحجايا مدين لأحد البنوك.

تلكم معضلة لابد من إيجاد حل لها, وإلا توقفت عجلة البلد !

تأتي الفكرة, وتذهب السكرة !

يتوجه النائب إلى الملك عبد الله, ليخبره بهم ديونه.

يصدر الملك التوجيه مباشرة, بالعمل على سداد ديون النائب, وتعويضه بمبلغ ” أكثر ” من 100 الف دينار, حسبما قال النائب.

يفرح النائب بذلك, ويكتب قصيدة, شكرا للملك.

أسأل هنا كمواطن مديون, كما النائب, لكنه,لم يفكر يوما بالذهاب إلى الديوان أو إرسال رسالة للملك, حتى يسدد ديونه. سيما وان الفرق بيننا مختلف, فيني يشبه دين غالبية أبناء الشعب, أما دين النائب لا يشبهنا حتما !

من هو الأولى بسداد ديونه الشعب الذي تعجزه وتكبله ديون الدراسة والبيوت والزواج, أم النائب؟

اهناك اختلاف بين النائب , والشعب ؟

بالأصل لماذا تسد الديون, وهل ثمة مسؤولية تجبر الملك على ذلك ؟

أعتقد أن 100 الف دينار , كفيلة بتدفئة عشرات المدارس في شمال المملكة أو جنوبها.

واجزم أن 100 ألف دينار قادرة على ترقيع شوارع وسط محافظة جرش.

و مؤكد أن 100 ألف دينار قادرة على بناء مدرسة اساسية, أو ترميم 5 ايلة للسقوط.

وأن 100 ألف دينار قد تشكل فارقا لدى مستشفى الإيمان في عجلون.

وأن 100 ألف دينار تزرع أرصفة الكثير من الشوارع عمان.

وأن 100 ألف دينار يمكن أن تزود أمانة عمان بعدد من المضخات المخصصة للإنفاق.

وأن 100 ألف دينار قد تدعم جمعيات خيرية أو تعاونية, تحتاج إلى تشجيع في جرش أو إربد.

وأن 100 ألف دينار قد تدعم منتدى, أو نادي, يساهم,في تأهيل الشباب في المناطق النائية او البادية.

ولكن.

وبما أن المعادلة بإختصار, هكذا, يستطيع أي نائب , التوجه,إلى الملك لمطالبته, بسداد ديونه الفاجرة, فالملك كفيل بذلك. فان كان الطالب وقحا, فالمستقبل كريما, ويستغلون طيبته !

أما الشعب, مطلوب منه الرضا و الصمت, والاستمتاع بالمشهد, مع ابتلاع غصاته..

الشعب يصرخ, من الفقر والجوع, وقلة الرواتب, وغلاء الاسعار, وفوضى الضرائب وتبعاتها.

مع هذا كل يوم يسطر ملحمة حب للأردن, ومؤسسات الدولة. دونما أي مقابل.

لا أحد يكترث لذلك, وكأنما افعاله لا تثير حماسة السامعين ونخوتهم وشهامتهم.

ان تكون نائبا , لا يعني انك مقدم على الشعب سيدي.

كم من نائب لا يتشرف الشعب بالجلوس اليه, جراء سمعته, السيئة, وتصرفاته التي يندى لها الجبين, كم؟

كم من نائب لا يستحق كرسيه, الذي يجلس عليه ؟

كم من نائب, أضحى مصيبة على الشعب, والدولة معا ؟

إن تكتب نشيد موزون, شعريا, وتهديه, للملك تكسبا, أو مقابل سداد ديونك, تلك تجارة العبيد.

لكن, ان يكتب الشعب الاردني قصيدة أفعال وإنجاز وشهامة للوطن, تلك تجارة الأحرار.

وهذا هو مكمن الفرق بين التاجر والعبيد ! نرضى أن نكون أحرارا لكننا نرفض ان نكون عبيدا. رغم الديون, و المآسي والأحزان فالارني الحقيقي, لا يتسول على ابواب السلاطين والأمراء.

‫#‏خالدعياصرة‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى