في الأغلبية الصامتة

في الأغلبية الصامتة
يوسف غيشان

اختلف جدنا الأكبر (جحا) مع زوجته على من يقوم بملء(عليقة) الحمار بالتبن ويعلقها في رقبة الحمار حتى يأكل منها… ولم يقبل اي منهما التنازل عن موقفه، فاقترج جدي جحا على جدتي ان يتوقفا عن الكلام تماما ومن يتكلم قبل الآخر يملأ عليقة الحمار.
لم يتكلما طوال النهار، وعند العصر سئمت جدتي من الصمت المطبق فخرجت عند جارتها لتثرثر. بينما جلس جحا صامتا بلا حركة، لأن جدي كان عنيدا ومصمما على الفوز.
في المساء، دخل لص الى البيت، وبدأ يجمع الأغراض، وعندما دخل الى مكان جدي تفاجأ بوجوده، لكنه تفاجأ أكثر ان جدي لم يتكلم ولم يتحرك ولم يرمش حتى، فاعتقد اللص بأن جدي مشلول او مهبول او شيء بينهما. فقام بجمع بقية اغراض الدار، ثم تناول عمامة جدي وأخذها دون ان يرمش جدي او يتكلم.
جدتي التي تعرف درجة عناد زوجها، ارسلت له مع ابن الجيران صحن شورباء ليتعشى. دخل ابن الجيران فلم يجد في البيت اثاثا، لم يجد سوى جحا جالسا، بلا عمامة، في صمت مطبق. لما رأى جدي ابن الجيران صار يؤشر بيديه ليقول للناس ان اللص سرق كل ما حوله، ثم اشار الى رأسه ليقول انهم سرقوا حتى عمامته، فهم الولد بأن جحا يريد ان يسكب صحن الشوربا على رأسه …. فعلها الولد وعاد بالصحن.
عرفت جدتي حال زوجها من الولد فهرعت الى البيت فوجدته خاليا، وجدي بلا عمامة والشوربا تنقط من لحيته…فقالت:
– يا ويلي …. يا حسرتي ..ماذا حصل لك؟.
فابتسم جدي، وقال:
– بلا كثرة حكي …. روحي حطي العليقة ع رقبة الحمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى