محراك الشر / سلطان الخضور

محراك الشر
إستوقفتني وأنا أطالع عن وعد بلفور عبارة ” محراك الشر ” والتي كان الكاتب يقصد بها الإشارة لبريطانيا إذ لولا ذاك الوعد المشؤوم لما عاش شعب بأكملة هذه المعاناة التي يعيشها ولما احتاج العالم إلى كل هذا الجهد وهذه الخسائر المادية والبشرية ولوفر العالم على نفسه وعلى الشعب الفلسطيني الكثيرمن المعاناة .
واستوقفتني قصة أوردها ذات الكاتب بذات المقال بقوله أن أحد الضباط الأتراك أيام الدولة العثمانية أقام في أحد فنادق بيروت فلم يستطع النوم بسبب الصخب الذي كان يسمعه من صالة قريبة منه ،فأمر الضابط بإحضار الفرقة الموسيقية واستجوب أعضاءها ولم يسجن منهم الا الطبال (الشخص الذي يضرب على الطبل) وبرر حكمه للطبال بقوله أنت محراك الشر فكلما حاولوا السكون تحركهم بطبلك.
وهذه وتلك تذكرني بقصة الشيطان الذي أصطحب أبنه الصغير ليعلمه الشيطنة ،وما لبثا أن مرا بإمرأة تطهو الطعام لأطفالها في قدر على النار وبجانبها حصان مربوط ، وما أن تعديا المكان وإذا بالمرأة تترك أطفالها وتركض خلف حصانها الذي هرب،فسأل الشيطان الأكبر إبنه ما بها؟ فأجاب” لا شيء أنا فقط أرخيت الوتد فهرب الحصان ، وسيزحف أطفالها نحو النار فتلتهمهم ونتيجة لذلك سيطلقها زوجها. ”
في الحالات الثلاث هناك محراك للشر. في الحالتين الأولى والثانية كان أبن آدم ينوب عن الشيطان وفي الثالثة كان الشيطان نفسه محراكا للشر .
بقي أن نقول أن الحركة ضد السكون وأن المحراك سمي محراكا لأنه لا يهدأ. وتشيرمعاجم اللغة أن المحراك هو ما تحرك به النار وأن محراك الشر هو مثير الفتن .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى