محاينة

[review]19/2/2011

هي في الزوايا وفرشاة الأسنان والألوان وانحناءة الظل قبل الأخيرة..أجدها على غطاء الزجاجة وباطن الجفن والمبراة وحبة العرق والندى وطية القميص وحافة المقص ونقطة الحبر والدمع..أجدها في عقرب الثواني وذئب ليلى..أجدها على الرفوف فأنفض غبار العمر تتطاير في مخيلتي همس حان الحين وأنفخها تتكثف عنوة في لحظتي.

أحاول أن أسند رأسي إلى وسادة النسيان أسمع صريرها من خلف القماش رياحاً تجعد الأمل تطوي امتدادة خجلى وتلفها بين الخيوط تتشابك بين خصل شعري وتشدها في الظلمة وصوتي يجف في قعر طبقها، لا أسمع فيه سوى رنين حان الحين على حوافها.

تراودني في شربة الماء عن سر الحياة وتوشوش الجوف أن يؤجل لقمة الغداء إلى مضغة سحور انقضى أجلها منذ سنين وحان الحين ملعقة حاضري جاثمة على تخوم الصحوة والسهو لا تمل ولا تزل..أتغاضى عن وجودها في الكتب والمرايا وحضورها الجارف تحت الشمس والمطر بين الصحو وركام الغيم..أسمعها تشهق وترهق اللحظة..يذوب العمر في حضورها..تتوه كلماتي وتتعثر تنصهر تاركة لي علامات هائمة بلا ترقيم وأسطرا بلا عنوان وحان الحين تذيل طرف الصفحة رقما ضخما بدون منزلة عشرية..خانة شاغرة لا داعي لتصنيفها.

مقالات ذات صلة

حان الحين تكاد تكون الوحيدة بل الوحيدة التي تتصدى لحضورك وتلون الآن وتطمس حاضري عن عسى وتخفي عني لو ولا قيمة لوجود موجود على السطر وفي التراب وعلى التراب وفي القلب وعلى حواف العمر إلا وتجرده..يذوي بريقه أمامها، تزركش ابتسامة خجولة بين الرحى والوقت مطحونة..

وكلما تسربت في السكون والصخب وتربعت وامتلكت الحس والشجون أرى حان الحين تروي في أعماقي نبتة لاأرى جذورها لكن أوراقها الغضة تتصدى لك وتحاصرك أيتها الوحدة يا غربتي وقدري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى