عروس بِلا عريس / رائد عبدالرحمن حجازي

عروس بِلا عريس

دخلت القرية ليلاً ولم يشعر بها أحد وكانت مرهقة من المسير فاتخذت من طرف أحد البيادر حزمة من السبل وجعلت منها فراشاً حتى الصباح. وفي صبيحة اليوم التالي حضر مزيد صاحب البيدر ليتفاجأ بفتاة غاية في الجمال نائمة على طرف البيدر, راح يتأملها ويقول محدثاً نفسه : يا سبحان الخالق لدوا هالبياظ اتقول إنه جُبنة ولّا هالطول مثل مِطرق الرمان والجسم ممشوق اتقول إنه عرق ريحان , وفي هذه الأثناء تململت الفتاة وفتحت عينيها لتتفاجأ بوجود مزيد فوق رأسها الذي لم يتمالك نفسه حين رأى عينيها فقال : ئي وعيونها زُرق الحافظ الله.

لكن الفتاة سألته قائلة : منهو إنتا ؟ فرد عليها وقال : أني يا بعد عمري مزيد صاحب البيدر بس إنتي وشو جابتش لهون ؟ فقالت له : أنا كنت مع أخوي الوحيد ولقونا قطاعين طريق وقتلوا أخوي وأني إنهزمت منهم وإجيت لهون . فقال مزيد : الحمد لله على سلامتش وبعون الله راح تكوني زوجتي على سنة الله ورسوله.

وما أن أشرقت الشمس حتى حضروا إخوة مزيد وهم زيد وزايد وزيدان , وأنضم اليهم بعد فترة أولاد عمومتهم فالح ومفلح وفليّح وفليحان , ثم تبعهم نعيم ونعمة ومنعم ونعمان . وجميعهم التفوا حول الفتاة وكل واحد منهم يطمع في أن تكون الفتاة من نصيبه وما هي إلا لحظات لتدب الفوضى بينهم وتطور الأمر واشتبكوا بالأيدي والعُصي والحجارة .

مقالات ذات صلة

كل ذلك حدث والفتاة اتخذت من قمة البيدر متكأً لها ولغاية هذه اللحظة لا زالت الحسناء متربعةً على ظهر البيدر تشاهد وشباب القرية يتعاركون .
رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى