بمناسبة الانتخابات يوم غد، ارتأيت نشر هذه المقالة من الأرشيف…..
#مجلس_النواب و “بوس الواوا”
من الأرشيف
د. صلاح الدين محمود المومني
قبل ما تطلع اللهلوبة “هيفاء وهبي” بأغنيتها الشهيرة والمذاعة في مسجل كل رجّال وست “بوس الواوا” كانت البيوت تئن تحت وطأة الشكاوي، فما أن يدخل أبو أحمد البيت بعد يوم دام في العمل حتى تبدأ أم أحمد بالتوجع .. “راسي يا أبو أحمد ، مش قادرة أحمله من ثقله، مش قادرة أنام ولا أصحى ، مش قادرة أطبخلك ولا أغسل ، الولاد صرصعوني يا أبو أحمد، مشان الله لاقيلي حل ، ولو يا زلمة بهون عليك بعد عشرة هالعمر .. والله فعلاً صدق القول “يا متاجره بالرجال زي اللي متاجرة بالمي في الغربال” وهيه … يا ناس التموا ساعتها على أبو أحمد وأم أحمد وصوتهم اللي بدوي بكل الحارة.
طلعتلنا هيفاء وهبي –الله يسعدها دنيا وآخرة ويهديها- بأغنيتها “بوس الواوا” ، وكلنا بنعرف مدى تمسك الرجال بتعليمات ووصفات هيفاء ونانسي ومادونا وغيرهن من “اللهلوبات” ، فصارت هذي الأغنية هي افتتاحية أم أحمد “المودرن” لما بيجي أبو أحمد من الشغل ، فبدل ما تشتكيله بالآخ والإيخ ، بتعيّن موعد وساعة دخول رجّالها للبيت ، وبتشغل المسجل واردحي واصدحي يا هيفاء “ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح” . طبعاً أبو أحمد لبيب ومن الإشارة بفهم الست هيفاء اللي بتحكي نيابة عن مرته ، بروح حاضن أم أحمد وهات يا بوس لراس أم أحمد وعيونها، فتهدأ أم أحمد والسلام .
طبعاً إحنا ما النا بداخل أبو أحمد وخياله ، وإذا كان الراس اللي ببوسه هو راس أم أحمد أو هيفاء … أستغفر الله بحطش بذمتي ، وأهم ما في الموضوع انه أم أحمد سكتت وهدأت وكفى الله أبو أحمد وأم أحمد شر الجدال، ونامت الحارة هادية هذيك الليلة وبتدعي الله يديم المحبة عليهم.
طبعاً شي جميل انه الواحد يبوس راس مرته أو بنته أو اخته أو امه لما بتتوجع ، وبحكوا النفسيين أنها بوسة الراس بتهدي النفس وبتريح الموجوع ، وشي رائع انها أم أحمد تبوس راس جوزها بعد بهدلة الشغل كل يوم وتساعده على تجاوز مصاعب الحياة حتى لو ما شغل المسجل باغنية الست هيفاء، وأكيد هذا كله حلو وما فيه مشكلة “بنوب” ، بس المشكلة في التالي:
ذات مرة كنا والجالية العربية نتنزه في إحدى الحدائق ، أولادنا ماليين “البارك” ضجيج وهيصة، والكل مبسوط ومهيص، وكان بين الأولاد ولد والله أعلم انه “أزعر” بس ببراءة ، طلع الولد بالمرجيحة وظل يعلي ، وخالف القوانين الفيزيائية والكيماوية والتشريعية للمرجيحة ، ولما زاد بالارتفاع اختل توازنه فوقع على الأرض وبلش يصرخ …واوا .. واوا … واوا … التمينا حواليه ، وقرب أبوه منه ، وحضنه ، باس راسه ، الولد ظل يعيط ، باس ايده ، وما فيه حل، زاد عياطه ، باس خده وبين عيونه صرخ الولد وبعدها حكى … بابا ، مش هون الواوا … الواوا هون وأشار ل طييييييـــــ….. … طبعاً الأب مثل المتحدث الإعلامي الأمني ، ما بشوفش الخلفيات حتى تلك التي تجلد كل يوم في مراكز الأمن تعذيباً ، لهذا صرخ الرجل في وجه زوجته قائلاً: “تعالي شوفي شغلك”، فأقدمت الأم وباست ……. ابنها وهديت أحواله.
مجلس النواب الأردني يا سادة يعمل بنفس طريقة هذا الرجل، فهو الذي “انتخى” للشعب ووعد انه “يبوس الواوا” انقلب عليه و”عض الواوا”.
النواب اللي فازوا وأخذوا أصواتهم عن طريق توزيع شوالات طحين وسكر أبو خط أحمر ، ظنوا أنهم أسكتوا الواوا عند الناخب ، وهم في الحقيقة زادوها ، لأنه دائما الألم الأشد بعد التخدير ، والوعود المصحوبة بشوال طحين أو كيس سكر كلها مخدرة ، وبعضهم لما وصل المجلس وعرف وين الواوا … نادى على أم فلان وقال الها … هذا مش شغلي … تعالي شوفي شغلك…
المشكلة انها الواوا كل ما الها بتصير أكثر وجع ، ومش بمكان واحد ، والمصيبة أنه الكل شايف وين الوجع بس كل واحد بنادي على غيره وبكل جرأة بقول: هذا مش شغلي … والسؤال: طيب شغل مين؟
الله يحسن لـ”هيفاء وهبي” ، أغنيتها حلت مشكلة بين أبو أحمد وأم أحمد ، لكن لما الولد وجعته طيييييـ……… ، أبو أحمد حمّل المسؤولية لأم أحمد …
بتعرفوا يا جماعة ، أكبر “واوا” في الدنيا بتواجهنا أنه كل واحد يقول : “هذا مش شغلي” ويحط اللوم عالآخر …
ولما بتسمعوا هيفاء بتغني “ليك الواوا بوس الواوا خلي الواو يصح” غنوا معها بس لما بتعرفوا وين مكان الواو لا تقولوا “أوففيه” والبركة فيكم في الإنتخابات الجاية.
الصورة على شاطئ بحيرة ويسكانسن عام 2001 في مددينة ملواكي حيث اعتدت الصلاة ثم الذهاب إلى تلك البحيرة.