
ترامب وعد فاوفى ..
علي الشريف
استغرب حجم الهجوم الالكتروني الشعبي على رئيس الويلات المتحده الامريكة دونالد ترامب فهذا الرجل معروف منذ ان اعلن ترشحه وما قبل بمواقفه.
دونالد ترامب ترشح لرئاسة الويلات المتحدة الامريكية ببرنامج واضح لا غبار عليه ولا لبس فيه ومن اهم بنود برامجه انه سياخذ من العرب ثمن حماية امريكيا لهم ومن ثم سيقوم بنقل السفارة الامريكية الى القدس .
هذه اهم بنود برنامجه الانتخابي وكان صادقا في الوعد تجاه ما وعد فهو اخذ ثمن الحماية كجزية بمئات المليارات ومن ثم صدق وعده ونفذ قرار الكونجرس الامريكي بنقل السفارة الى فلسطين المحتلة..
ما يعنيني في الموضوع ان ترامب لم يكن هو صاحب قرار نقل السفارة انما هناك مؤسسة اسمها الكونجرس الامريكي وهي التي اخذت القرار قبل مجيء ترامب بسنوات وما كان التاخير في عملية النقل الا برغبة ممن سبقه من رؤساء .
صدقوني انا احترم ترامب جدا في هذه اللحظات فهو اعلن انه سيشلحنا اموالنا وفعل واعلن انه سينقل السفارة وفعل وهو بالتالي يدرك ماذا يفعل ويعلم حجم الوهن العربي وان كل تبعيات ما سيحدث ستكون زوبعة في فنجان الفيس بوك او تويتر او زحمة اصوات في الشوارع
وهو ايضا لم يك يوما لا شريكا في السلام ولا صديقا حميميا للعرب كما يدعي البعض بل انه اعلن حبه وهيامه باسرائيل وتكفل ادارته بدعمها وتمويلها وجعلها الاقوى فلماذا ثرنا على هذا الرجل.
كان الاجدر ان نحترمه ونتعلم منه صدق الوعد واصول التشليح ولو تعلمنا منه ربع التشليح الذي مارسه معنا لما وصلنا الى هذه الحال ولما اقمنا حلقات الردح والشتم والسب .
وكان الاجدر بنا ان نلعن ونسب ونحاسب الذين كانوا يعدوننا منذ سبعين عاما بتحرير فلسطين ويقولون لنا دائما ان القدس خط احمر فضاعت معهم الاوطان وانتهت القدس الى التهويد والى مزيد من العربدة الصهيونية.
ترامب يهدم في سنه من عمره الرئاسي كل ما نادى به العرب واعتبروه مقدسا في سبعين سنه واكثر .. وهو اخذ من العرب ما جمعوه على امتداد اعمارهم برقصة واحده وغمزة واحده .
حاسبوا الذين انقلبوا على الشرعية والذين التصقوا بالكراسي والذين ذبحونا في المعابد والمساجد وفي الساحات وقسمونا الى فرق وطوائف واغلقوا المساجد وحاسبوا الذين حاصروا واستمراوا على الشقيق وابن الشقيق والجار والجار الجنب .
ترامب شلحنا اموالنا ليحقق رفاهية شعبه ونحن اخذنا من شعوبنا لنعطي ترامب بل اننا امامه خلعنا اخر قطع الكرامة حين اطلت المزيونة ايفانكا فكانت عيونها وعيون والدها تنظر الى اموالنا اما نحن فكنا ننظر الى سيقانها ومفاتن الجمال فيها …
لا تلعنوا الرجل ولا تسبوه .. هو طبق برنامج انتخابي فقط لاغير نجح على اثره ولكن حاسبوا الذين انتخبتموهم فعملوا على عكس ما طرحوا وعكس كل برامجهم…افقروكم ونهبوكم وسلبوكم حياتكم ودمروا اوطانكم ..فقط ليبتسم لهم ترامب او ايفانكا.
لا تحاسبوا ترامب فهو سيذهب مثل غيره لكن اسالوا انفسكم عن الغلمان الذين باتو يتحكمون بكل ثروات الدنيا والمصيبة لا يعملون لشعوبهم انما يعملون عند السيد ترامب.
ترامب نقل السفارة الى اسرائيل فما الفرق اذا ما كانت السفارة في حيفا او يافا او في جنين او غزة ما دامت كل الارض محتله من الالف الى الياء … وما الفرق ان لم يرفع الاذان في القدس فهو منع في حيفا وفي تل الربيع وغيرها حتى ان الجوامع اغلقت في بعض بلاد العرب ما اوطاني.
والله لولا الوهن والخنوع وسيقان ايفانكا لما تجرا ترامب على نقل السفارة ووالله لولا انه يعرف ان كل ردة فعل ستكون زوبعة في فنجان لما فعل … واقسم بالله لو اطل احد من الذين دفعوا المليارات واعلن الغائها .
فاني اعيد واقسم ان ترامب ربما يجعل واشنطن عاصمة فلسطين فهذا الاهوج والاخرق يتصرف وهو يعلم انه امام امة مات فيها كل شيء ولم يبقى لها الا ان تتسلى بتغيير صور صفحاتها على الفيس بوك وان تمارس الردح والسب والشتم وتغني هلا بالخميس .
حاسبوا الذين اغلقوا المعابر وهدموا البيوت وحرضوا على المجاهدين واعتقلوا العلماء وهدموا بيوت العلم واعتبروا ان الحجاب عيبا وان الانفتاح يعني ان تلد المراة راقصا وراقصة… ثم حاسبوا الذين اعتبروا الماجنات اما مثالية وتركوا امهات الشهداء.
حاسبوا الذين التصقوا بالصمت رعبا وخوفا وخيانة ..وصفقوا انتم لبوتين الذين كان موقفه مشرفا اكثر من كل بني قحطان وعدنان وسمعان …وطرشان وزفتان
اخيرا ايتها الشعوب المقهورة والمغددورة حتى العظم لا تدعوهم يسقطوا اخر قلاع الكرامة في فلسطين لا تدعوهم يحاربوا الشعب هناك وكونوا على ثقة ان فلسطين والقدس لن تحررها المنشورات ولا اللايكات ولا تغيير صور البروفايلات انما سيحرهها الجهاد ..
واما رسيا مارسوا مهنتكم التي تتقنوها بالتنديد والشجب والاستنكار ومخاطبة السفراء والبكاء على الملك المضاع واتركوا الامر للمجاهدين في بيت المقدس واكنافه اكفوهم شركم وغدركم وخيانتكم فهناك لا يؤمنون الا بالموت لانه يبعث الحياة واما القدس فان مهرها الدم ..

