متى تتوقف طاحونة الفساد ؟

متى تتوقف #طاحونة_الفساد ؟

#بسام_الياسين

مقالة موجعة كوخز ضمير،مؤلمة كامساك محقق سيكوباتي، شحمة أُذنٍ متهم بكماشمة، ليتلذذ بالمه،وإجباره على الاعتراف بجرم لم يقترفه.مقالة كسوط جلاد على ظهر بريء،في قبو بارد،حتى لا يسمعه احد ولا يشهد على تعذيبه شاهد،كبكاء شهيد على ما حلَّ في وطنه،كصدمة متقاعد يحمل وسام الطهارة الوظيفية، راتبه التقاعدي،لا يغطي ضرورياته.كل هذا اتى،بعد #تقرير_ديوان_المحاسبة، وما فيه من عجائب نهب وغرائب سلب للمال العام.يا الله ؟!.وطن نهبه الجشعون،انهكه النخبويون حتى خارت قواه. #وطن لم يبق منه،الا صورة غائمة معلقة في الذاكرة.

ماذا بقي منه ؟!.بقي الكثير،فما ظهر الا القليل،ما نريد ان نراه جبل الجليد المخبوء،وحيك من صفقات خلف الستارة.فالفساد إنتهاك للقيم،إختراق للقوانين والنظم.عامل تدمير للامم،اعاقة التنمية،تقويض النمو.

سلسلة كبلت #الوطن،جعلته رهينة،واستلبت قراره السيادي.سياسات ساستها نخبة غير كفوءة ولا مؤهلة،اصابت الوطن بالوهن.فأنكفات الكافة بين فاقد ثقة بمن حوله،ومن اصابه كآبة عزلته عن نفسه ومجتمعه،فيما الكثرة الكاثرة،طموحها الهجرة ولو على ظهر خشبة او جناح بعوضة.

#الفاسدون قلبوا معادلة الحياة،زرعوا القلق في نفوس العامة من مستقبل غامض، و” خوف دائم من بكره “،خاصة بعد ان تمدد الفساد افقياً وعامودياً،وطال اثره العباد،بسبب انعكاسه على الوضع المعيشي،اتساع دائرة الفقر،ارتفاع معدل البطالة،تقابلها سياسات حكومية غير فعالة و لا منتجة كأدوية الوهم التي تعطى لذوي الامراض المزمنة.

على المقلب الاخر،الوظيفة الدسمة، اصبحت فرصة لاصحاب الايدي الطويلة :ـ اولاهما توفر الحماية لهم ،ثانيهما غياب المُحاسبة،فضاعت الطاسة،وغابت القدوة ليحل مكانها ” الحاوي” الذي يلعب بالاختلاس والرشوة كما البيضة والحجر،فكانت الكارثة.

المفهوم الساذج للفساد،سرقة المال العام. ولم يدرْ في خلد الحرامي،انه يهدم دولة،ينسف قيم ، يدمر تاريخ امة،يُقوض أُسسها ويخلخل اساسها،لتصبح في مهب الريح.هنا نسأل اين الاجهزة المختصة ؟!.اين من يدّعون معرفة دبيب النملة، وماذا تفعل في عتمة غرفة نومها ؟!.ما يُحير، كيف يسرق رئيس مجلس ادارة وصحبه،600 مليون دينار،ولا احد يكشفه،بينما نطارد صاحب بسطة في الازقة،لالقاء القبض عليه وقطع رزقه!.

الادهى،ماذا يفعل النواب تحت قبة البرلمان،إزاء كل هذا ؟!.ما جدوى منابر التوعية،المحاضرات،الندوات.اين رموز الوطن من مخالفات مالية وادارية،عجزعنها ـ اللص الظريف ـ ارسين لوبين زمانه.إختلاسات يشيب لها الولدان،تقشعر منها الابدان، تُكشف سطوة الفساد وعلو كعبه حيث يشكل بقعة سوداء على طول البلاد وعرضها،تماما كالبقعة النفطية في البحر التي تقتل فيه الحياة.لقد نجحنا في مقاومة جائحة الكورونا،وتحمّل الاردنيون اذاها،من إغلاقات،اوامر دفاع شح خبز وسلع وشائائعات.فما المانع مواجهة الفساد كالكورونا واعلان الحرب عليه كالمخدرات ام ان هناك قوىً مبهمة تحميه،فلا مكان للمخلصين،واترك الناس تتعارك ـ فيصلي ووحدات ـ كما جدال اهل بيزنطة :ـ هل الملائكة اناث ام ذكور، بينما كانت الجيوش العثمانية تدك حصونهم الى ان اقتحمتهم وهم لاهون .

بلد يعيش على القروض والمساعدات والهبات والضرائب،لا يحتمل ولا يتحّمل هذا الفساد،فكيف تطاوع هؤلاء قلوبهم،بتشليحه مما يستره،وكأنهم لم يسمعوا ان المكدوديين،يحرقون الصرامي العتيقة والكتب القديمة للتدفئة.في السياق،مقولة العسعس وزير المالية :ـ ” التحدي الذي يواجهنا هو الانتقال من البقاء على قيد الحياة الى الازدهار” غير صحيحة.الصحيح لن يكون ازدهار، الا بكسر ظهر #الفساد،وفضح اهله على رؤوس الاشهاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى