كل عام وانا بخير ؟؟؟ / كمال عفانه

كل عام وانا بخير ؟؟؟


عندما نصحو في صباح ذات جمعةٍ او سبتٍ او احد .. سيان فالايام كلها متشابهه في سوءها اقصد اي يوم من ايام اربعينية الشتويه .. حتى لو كان مثل هذا اليوم من الكانونين ختام عام مضى لنستقبل بالكانون الثاني عاما سيمضي ايضاً من اعمارنا … فنصفق للأول و بعده للثاني فنودع هذا ونستقبل ذاك بفرحةٍ مصطنعه لا نعلم سببها …
على العموم أن للصباح في كانون نكهته الخاصه … إن كان الصحو مبكراً لأداء صلاة الفجر او متأخراً بعد ذلك … قد يكن فنجان القهوه .. وصوت فيروز .. عند البعض رفقاء تلك الفتره … وهناك من يمارسون الرياضه او التسوق الصباحي بما يسمح به الطقس ومخزون المحفظه اللتي في جيوبنا…
وقد يؤثر معظمنا ان يحتضن مدفأته وبقايا سيچاره .. ومصايا كوب شاي … بالميرميه لأن نعنع الشتاء لا طعم و لا نكهة له …
أياً كان الصباح .. ومهما كانت اغنية فيروز اللتي سترافق تلك الفتره الصباحيه … حتى لو ان ام زياد ما تزال تبحث عن المغدور شادي الضائع منها او تراقب حنا السكران اللذي يتنطط على الحيطان .. او ذاهبه الى جسر اللوزيه او تكتب اسم حبيبها ع شجر اللوز العتيق .. كلها ظروف ستشعرنا اننا خرجنا للتو من احلامنا الآثمه تلك الاحلام اللتي ستشعرنا آنياً بأننا الآن فقط قد خرجنا من عنق الزجاجه لان كل ما نتمناه قد تحقق في ذات حلم ليلي …. نستغفر الله … على ما اقترفنا من احلام الآثام .. فربما تمنينا ان نسد ديون الوطن قبل سداد ديوننا الشخصيه وللعلم فقط فقد استحق على كل فرد منا حتى الطفل الصغير مع نهاية هذا اليوم مبلغ 3772 ديناراً من الدين العام….
وقد نكن قد حلمنا انه ومن باب البرجوازيه المطلقه قد اشترينا للأولاد كسوةً شتويه كامله …حتى لو كانت من الباله
ومن باب الترف والرفاهيه قد نحلم ان مدخل الشارع المؤدي الى بيوتنا قد تم تعبيده و لو بقلاب زفته مغشوشه او ربما نحلم بأننا قد ملأنا عبوات المحروقات تحت بيت الدرج بما يكفي الاسره بالكاز الغير مغشوش طيلة فترة الشتاء … او ربما يحلم شبابنا والعياذ بالله بالزواج الحلال دون تحمل ديون يتحمل رب الاسره وزر سدادها الى ان يدخل ابنه البكر الجامعه …
يا سادتي كلها احلام غير مسموحه للفقراء .. و قد تكن رجسٌ من اعمال الشيطان اللتي كثيراً ما تغزونا حلما ويقظه وعلينا إجتنابها … فالفقير ليس له خيارات الا بين الاشياء الغير المبهحه .. فلمن يسرق رغيف الخبز .. إما ان يسجن او تُقطع يده .. ولمن يختلس نظرةٍ عابره لفتاة جميله من شاب لم ولن يستطع الزواج قد نخيره إما الرجم والجلد .. لان نظرته الثانيه الى اي انثى غير شرعيه وهي نوع من انواع الزنا …والزاني الفقير يُقام عليه الحد أما الزاني الغني فنصفق لبطولاته .. فهو ما اراد الا إسعاد انثى لا مُسعد لها سواه
ثم …..نستفيق مرتعدين كأننا في حلم آثم …! فنسارع الى الحمام لنتطهر من الجنابه .. فالأحلام الغير مشروعه نوع من انواع الزنا وعلينا التطهر من ذكراها العابره
نستغفر الله و نحمده على اي مكروه فالله وحده سبحانه هو اللذي سنحمده و نشكره في فرحنا وترحنا .. في السراء والضرّاء
من باب الملل والفضول المشروع نقلب قنوات المذياع او التلفزيون لعلنا نسمع خبرا سارا ..
فتصلنا تباعاً الاخبار .. استمرار القتل والدمار .. مزيدا من مخيمات المشردين .. وقف اطلاق نار كاذب صقيع الشتاء يهز كيانات امتنا المتعبة .. .
ولا ضير إن.كنا سنسمع عن حجم الفرحه اللتي تغزو قلوب الاشقاء حولنا بقدوم العام الجديد وعن كمية الالعاب الناريه اللتي ستطلقها الدول الشقيقه في استقبال العام الجديد و ربنا نعرف ايضاً من ذات دعايةٍ عابره اين ستنشد الفاضله اليسا نشيد طوقان الوطني (Mawtini) … واين ستشدو نانسي اغنية تتغزل بها في ارض الكنانه وام الدنيا .. قائلةً .. مشربتش من نيلها .. و قد نكون قد تمنينا ان يلهم الله الاماراتي حسين الجسمي صاحب الفال السئ ان يتغزل في احدى اغانيه بامجاد فاسدينا فيحق عليهم القول كقوم عادٍ وثمود
نندم اننا صحونا من نومنا .. نحاول استعادة النوم من جديد استعدادا للعام الجديد ..
حتما سيرافقنا صوت فيروز ليأتينا من بعيد .. وهي تكرر …سنرجع .. يوما … الى حينا .. ولكنها تنسى دوماً ان تخبرنا اين يقع حينا هذا وامعانا منها في التجاهل فإنها تأبى اخبار اجيالنا القادمه بل لن نتقول لنا من نحن .. وستبقى تقول سألوني الناس عنك يا حبيبي … وستبقى تذكرنا اننا لا نكتب المكاتيب الا ليأخذها الهوى
قد تفشل محاولات استعادة النوم فنحتسي مصايا اكوابنا شاكرين الله إذ ما زال في ارواحنا رمق من إنسانية
فنرفع عن انفسنا تهمة قابيل !!
ونتمنى لانفسنا ان نبقى كل عام قيد العيش ..
وقد نقول ربما من باب الانانيه وربما من باب استحالة الإستجابه .. كل عام وانا بخير
ـــــــ 31.12.2016
Kamalafaneh@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى