
الكُلّ مـْـطَـنْـزِعْ
اليوم سمعتُ بالكلمة فقط ؛( مـْـطَـنْـزِعْ)..هكذا قالها (أبو حسام) لي بالتلفون ..وطلبتُ منه إعادتها أكثر من مرّة و تهجئتها حرفاً حرفاً ..وقال لي بأنّ معناها (مسرع أو مستعجل ) ..!
أعجبتني الكلمة ..لأننا فعلاً (مطنزعون) و ماشون في (الطنزعة) إلى حدّها الأخير ..! نركض ونركض و اللهاث لا يتوقف ..كل واحد منّا يعتقد أن موضوعه هو الموضوع الوحيد الذي يستحق السبق و الرقم الأوّل ؛ لذا تجدنا في غاية العصبيّة ..لا نحتمل أن يؤخرنا أحد عن أي شيء ..وليست هنا المشكلة ..بل المشكلة أن الطنزعة ليست من أجل شيء ..و الغالبية يطنزعون من أجل الطنزعة ..لا نطيق الوقوف في طابور الانتظام ..لا نرى في الإشارة الضوئية إلا اختراعاً متخلّفاً يريد أن يؤخرنا عن اللحاق باللاشيء وكلّنا نقول ونحن على أعصابنا : طوّلتْ طوّلتْ ..!
الحكومات تتقن الطنزعة في الأشياء التي تريدها بأسلوب (طنزوعي) مليء بالأكشن المدمر..و النوّاب ما أشطرهم بإقرار القوانين بـ(طنزعة) قلّ نظيرها و بعض القوانين التي يريدون تمريرها يعطونها صفة (الطنزعة)..! ولو عملنا مسابقة (طنزعة) بين النواب لفاز النواب جميعاً بالمركز الأول ..وهذا يدلّ دلالة قاطعة أن (الطنزعة) لن يسبقنا بها أحد و لا يطنزعنّ أحد علينا ؛فنطنزع فوق طنزعة الطازعينا ..!!
يا سادة : أيها المطنزعون بلا حدود ..أيتها السيدات المطنزعات..ما دمنا كلنا مطنزعين ..ومش فاضيين نسمع بعضاً ..ومش منتبهين لبعض ..ومش راضيين نقف قليلاً لنتأمل بعضنا البعض..ولأن الطنزعة سرقت منّا كل تفاصيل الحياة الممكنة و غير الممكنة ..لذا ..فإنني أدعوكم و أدعوكنّ؛ جميعاً بلا استثناء إلى الطنزعة في الاختراعات ..و الطنزعة في استرداد الكرامة ..والطنزعة في حلّ المشاكل ..و الطنزعة في محاربة الفقر و الطنزعة في محاسبة الحيتان و الفاسدين و الطنزعة في كل ما يؤدّي إلى وطنٍ هادئٍ شعبه لا يلهث ولا يطنزع في اللاشيء ..!
أيها الجميع ..تذكّروا أنّ : الطنزعة كالسيف إن لم تقتلها قتلتك..!! وتذكروا أيضاً : لا تطنزع يا بابا ؛ ماما مطنزعة تتجوز غيرك ..!