.جواب الساخر تركه

[review]

لم نسع يوماً للإضحاك لأجل الإضحاك، كما لا نفكر بالاستخفاف بالآخر لنثقل وزننا، لا نشاغب لنسترضى ،ولا نخالف لنعرف،ولا نكتب لنقايض، ولا نزاود لنظهر، ولا نرفع اصواتنا لنرعب، ليس بأيدينا مساطر لقياس الابتسامات التي تولد على وجه القارىء اليومي ..ولا جهاز «منسوب» يطمئننا عن مخزون رضا الحكومة ..نحن نكتب لأننا منتدبون عن أوجاعنا ..ننبش قضايا تهم الوطن، نبحث عن أجوبة لكل ما يدور في ذهن ذلك المواطن «المبنّج» بصمته..فلماذا اذن يعاملنا صاحب القرار على مبدأ «جواب الساخر تركه»..متناسياً أن السخرية قمة الجدّ…

منذ ستّ سنوات وأنا أسكن هذه الزاوية، تنازل أحد المسؤولين ورد على ما طرح،وغير تلك المرة او المرتين ..لم يفنّد لنا ادعاء أو يجاب لنا سؤال أو تؤخذ ملاحظة بعين الاعتبار … يا اخي «ردّوا علينا» حتى ولو «بشتيمة»!!..

طيب كيف ننقلب الى كتّاب جادّين ومهيوبين بعين السّلطة ؛ بتكشيرة أفقية، وببدلة كحلية ولغة رسمية وبأسلوب «باباوي» يتصف بالرصانة والرشاد «التي تقطع الظهر»..نحن نكتب ما «نسولف»به و»يسولف» به الناس دون مساحيق تجميل أو شدّ عضلي..

مقالات ذات صلة

يعتبرون الرد علينا»يقلل الهيبة»..نكتب عن الأسعار، عن سياسات التعليم،عن الصحة، عن المياه، عن السياحة،عن الزراعة، عن الكهرباء، عن «ضرّاب السخن»..فلا «يعبّرنا»احد..

بالمناسبة ظاهرة «التطنيش» و»التهميش».. يعاني منها جميع الكتاب الساخرين في البلد ولا تخصني وحدي..بينما في مصر كاتب ساخر مثل أحمد رجب يستطيع ان «يقردن» حكومة مكونة من ثلاثين وزيراً بثلاثة اسطر.

لا نريد منكم لا صلة ولا قرباً..ولا روابط شخصية أو زيارات مكتبية، فقط نريد أن «تكافونا شركم» أولاً..وأن تبطلوا مفعول القلق المشتعل في ذهن القارىء ثانياً،علّنا نطمئن قليلاً ..بأن ثمن الحبر الذي نكتب به لم يذهب سدى ..وأن العرق المسكوب على هذا الورق ليس مجرد..نتح طبيعي للتخلص من سموم المهنة…

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى