أسرار من حياة محمود عبدالعزيز …خلافه مع الزعيم وطرده من منزل والده

سواليف

رحل ساحر السينما المصرية محمود عبدالعزيز تاركا وراءه إرثاً سينمائياً جديراً بالاحترام حيث بلغ مجموع أعماله السينمائية 84 فيلما بدأها بالحفيد عام 1974 وأنهاها بفيلم ابراهيم الأبيض عام 2009.
محمود عبد العزيز اتجه للتمثيل عن حب وقناعة ورغبة فرغم تفوقه العلمي في كلية الزراعة التي التحق بها وحصوله على الماجستير في تربية النحل، كان يعشق الفن ورفض العمل معيدا بالكلية كما التحق بفرقة الكلية الفنية وكان يقدم أدوارا لفتت إليه الأنظار وتوقع البعض له مستقبلا باهرا في عالم الفن لموهبته القوية.

تنوعت أدوار محمود عبد العزيز ما بين الشاب الوسيم والأب الحنون والكوميدي الرائع والشرير الخطير والجاسوس وعميل المخابرات البارع.
حياته الخاصة كانت سرا بالفعل فلم يسمح لأحد بالاقتراب منها حتى عندما انفصل عن جيجي زويد زوجته الأولى وأم ولديه محمد وكريم بعد قصة حب وحياة زوجية استمرت 20 عاما لم يكن يعلم ذلك إلا القليل، وحتى عندما تزوج الإعلامية بوسي شلبي لم يتم إعلان الخبر إلا بعد فترة طويلة من الزواج.
في لقاءٍ صحافي معه كشف الفنان الراحل عن نصائح والده له بعد الشهرة والنجومية، فقال إن والده طلب منه ان يراعي الله في تصرفاته وأعماله وألا يؤدي دورا أو عملا يسيء لسمعة العائلة كما حذره والده من النساء وطالبه بالزواج مبكرا حرصا عليه.
ما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان الراحل تعرض للطرد من منزل والده عندما علم الوالد أن ابنه يعمل بالفن لكنه استمر حتى بزغت نجوميته وحصل على ثقة ورضا والده الذي طالبه باختيار أدوار تليق به وباسم العائلة، واستطاع أن يحفر لنفسه مكانة في الوسط الفني حتى أُطلق عليه لقب ساحر السينما.

بدأت رحلته مع أدوار البطولة في العام 1974 بفيلم الحفيد وفي عام 1975 من خلال فيلم حتى آخر العمر، وقدم عددا من الأدوار المتنوعة ما بين الرومانسية والكوميدية والواقعية، منها “مع حبي وأشواقي و”كفاني يا قلب” و”ضاع العمر يا ولدى” و”البنات عايزه إيه” و”إعدام طالب ثانوي” و”العار” و”الكيف” و”وكالة البلح” و”العذراء والشعر الأبيض” و”تزوير في أوراق رسمية” و”إعدام ميت”، و”الشقة من حق الزوجة”، و”وجري الوحوش”، و”الدنيا على جناح يمامة”، و”القبطان”، و”سوق المتعة”، و”الكيت كات”، و”الساحر”، و”ليله البيبي دول”، و”إبراهيم الأبيض”، كما قدم عددا من الأعمال الدرامية التي نالت إعجاب الملايين مثل “الغول” و”جبل الحلال” و”البشاير” و”محمود المصري “.
حصل على العديد من الجوائز الدولية منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم “سوق المتعة” وجائزة مهرجان زمزبار الدولي عن فيلمه” القبطان”.
وسائل إعلام مصرية كتبت كثيرا عن وجود حالة توتر وجفاء بين الفنان الراحل والفنان الكوميدي عادل إمام وأن هذا التوتر كان سببا في عدم مشاركة الفنانين في أي عمل مشترك بينهما لكن خلال مرضه الأخير أجرى الفنان عادل إمام اتصالا هاتفيا بنجل عبد العزيز ليطمئن منه على صحة والده حيث كانت الزيارات ممنوعة عنه.

الخلاف الذي ذكره صحافيو مصر عن وجوده بين الفنانين الكبيرين سببه ما تردد عن أن الدور الذي قام به محمود عبد العزيز في مسلسل رأفت الهجان كان معروضا في البداية على الفنان عادل إمام لسابق نجاحه في دور جمعة الشوان بمسلسل “دموع في عيون وقحة”، وأن الزعيم رفض الدور والمشاركة في المسلسل لضعف الأجر فيما وافق عبد العزيز على الدور وتألق فيه تألقا لافتا للنظر مما أغضب عادل إمام حتى تم الجمع بينهما في حفل زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الكبير الراحل حسن الصيفي وتم تصفية الأجواء بينهما.
الخلاف الثاني بين عادل ومحمود كان بسبب فيلم حسن ومرقص من إنتاج جود نيوز وأصر عادل إمام على وجود يوسف معاطي ليقوم بتأليف الفيلم وكتابة السيناريو والحوار بينما اختار محمود عبد العزيز أن يتولى وحيد حامد مسؤولية تأليف الفيلم وهو الأمر الذي رفضه الزعيم ورفضه محمود عبد العزيز فقرر عادل إمام أن يستعين بالفنان عمر الشريف ليشاركه بطولة الفيلم بدلا من عبد العزيز.
يقول الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق في مصر وأحد الأصدقاء المقربين من الفنان الراحل أن عبد العزيز كانت له رؤية مختلفة في الفن والسياسة فهو من الفنانين المثقفين ودائما ما تجد لديه رؤية مختلفة ومقنعة لتمسكه بالنظر إلى الأمور نظرة شمولية، ونظرا لعشقه للنحل فكان يهدي أصدقاءه أجود أنواع عسل النحل.

محمود عبد العزيز قال في تصريحات سابقة له إنه لم يفرض على أبنائه العمل بالفن لصعوبته ولو فعل ذلك مرة لن يستطيع أن يستمر في ذلك، مشيراً إلى أن ابنه محمد عاشق للتمثيل من صغره والتحق بمعهد السينما، ورفض أن يكون معيداً فيه ليأخذ فرصته لممارسة المهنة كما عمل ابنه كريم بالفن.
وعن هواياته قال إنه يحب الرياضة ويمارس المشي لمدة ساعة بشكل يومي حتى يتخلص من التوتر وضغوط الحياة، مؤكدا أنه يكره الكذب والكاذبين.

الفنان نبيل الحلفاوي الذي شارك الفنان الراحل في العمل بمسلسل رأفت الهجان كتب على صفحته على تويتر أن الفنان الراحل كان يجمع بين الطيبة والتدين والجدعنة والرجولة، مضيفا أن من أبرز المواقف معه عندما كانا معا في إيطاليا ومر عليه في غرفته في الفندق، فدعاه محمود للصلاة معه ومع شقيقه، ليفاجأ الحلفاوي بمحمود عبد العزيز يقف في نافذة الغرفة ويرفع الأذان بصوت عال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى