ما نزل الثلج لكن بان المرج / صهيب الحلايقة

لن تُضيف خيبة امل المواطن في نُزول الثلوج المُعيقة لِمظاهر ما تبقى للحياه – في بعض الاماكن – على خيبات امله المُتراكمة … ولم تأتي الرياح القوية بالاتجاه الذي كانت تشتهيه الفئة العاملة المُتعطشة لاجازة عمل تكسر روتين الحياه الباردة …حتى أن المنخفض لم ينجح في رفع سقف التوقعات الحالمة في تأخير الدوام الرسمي عن ساعات الصباح .
تضاربت الانباء بتوقعات المنخفض وكانت وسائل الاعلام أسرع من سُرعة رياح الكتلة الهوائية في نقل خبر الطقس ومؤشراته و لم تتساقط الثلوج المُربكة .. لكن اخبار الثلوج هي من أربَكتنا … وعلى الرغم من عدم شدة هذا المنخفض و خَجل الثلوج في الثباتِ على أرضها … الا انها استطاعت أن تَكشِف واقعا اجتماعيا مأساويا، في خروج طِفلٍ في ساعات الصباح الباكر و المُتجمدة حاملا شيئا يُباع لاطفال جيلهِ كي يجمع ثمن وقودٍ تَستفِديء به امه المُنفصلة عن والده !
يمشي في الشوارع مُستقربا من الاطفال لا أن يشاركهم لعبهم في الثلج … بلا عَّلَ احدهم يشتري منه و يُخفف حِملاً عنه في كيسه و عِبئاً عنه في تأمين دِفئأ لاهله!!
وفي مشهد أكبر من هذا سِنأ و أبعد عن مكانِه شمالاً ؛ تنقُل لنا وسائل الاعلام صورة مُسن تجاوز عُمره أعمارَ أمتِنا يقطُن في كهفٍ بجبلٍ ليس ببعيدٍ عن ناظريه! يفتقرُ لكل وسائل الحياه المتعارف عليها … ليتم نقله لمكان يُقبل العيش فيه .
صحيحٌ انه لم ينزل الثلج ولكن ظهر وبان المرج !
#صهيب_حلايقة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى