ما كل هذه الضجة / عبد المجيد المجالي

_ما كل هذه الضجة التي في الخارج ، ومن هذا الرجل الأنيق، ولماذا يتجمع الصحفيون والمصورون حوله بهذه الطريقة؟
_ هذا وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز جاء يعقد مؤتمراً صحفياً من أجل إعادة إعمار غزة ،أغلق الباب وادخل ودعنا منه
_انتظر قليلاً، أريد أن أفضح عطفهم الكاذب وتمثيلهم الذي لم يعد مقنعاً

يا سيدي انظر إلي من فضلك ،ها إنني أقف خلفك تماماً وهذا ليس بغريب،فمنذ أن خذلنا الأقربون والمعادلة لا تتغير، لكنه صبرنا الكثير وبطولتنا الاسطورية في وجه المغضوب عليهم ما يجعل للحق بقية..

المهم يا سيدي:

قيل لي أنك أتيت لإعادة إعمار غزة ، هل يعني هذا أنك ستعيد بيتنا وبيوت الجيران كما كانت؟ ولنفترض أنك فعلت ذلك فهل يشمل الإعمار الذي تتحدث عنه إعادة الأرواح التي كانت مثل أرواحنا وأغلى؟ من يعيد لي شقيقي الذي أزهق القصف عمره؟ وهل سيمشي صديقي من أمام الأنقاض دون أن يتذكر أباه الذي قضى تحتها؟ وهل سترجع أثواب سلمى (بنت الجيران) نظيفة تسر الناظرين، لا خلاف على أنها ما زالت الأجمل في الحي،ولكن منذ أن فقدت أمها في القصف الأخير وهي لا تجد من يغسل أثوابها ،ياااه لو رأيتها سابقاً يا سيدي ! صدقني لو كانت الحروب تستثني الجمال من بشاعتها لما فجعت سلمى ولا اقتربت من أشيائها ..ثم من يضمن لنا يا سيدي أن نشرع أبوابنا على الأمل من جديد فلا يداهمنا صاروخ أو قنبلة تعرف عنواننا جيداً، من يضمن لي أن أفتح الباب وأخرج بكُلّي دون الحاجة إلى مراحل كما ترى، من يضمن لي أن يسبقني فرحي إلى الشارع بدلاً من خوفي ؟!
يا سيدي :

نحن لا نريد عطفكم ولا تعنينا مؤتمراتكم، وقد حفظنا استعراضكم عن ظهر ملل، إن كنتم تريدون مساعدتنا فعلاً فعليكم أن تجبروا الغاصبين على الرحيل عنا أو كفوا عن مساعدتهم على حسابنا واتركوا الحرب بيننا وبينهم،وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون !
هذا مطلبنا الذي لم ولن يتغير ،وبخلاف ذلك عليكم أن تخرسوا يا سيدي..اخرسوا للأبد !