[review]هناك قصة لزكريا تامر تحكي عن طفل ولد من غير رأس اسمه فارس المواز:- بعد ان غسلت الداية يديها وتخالصت إطراف الصبي من أطراف الأم تبيّن ان فارس من غير رأس، بكت أمه في حينها وناحت طويلاً فكيف لمن يولد من غير رأس أن يعيش؟ واندهش – لغرابة القصة – الطبيب والزوّار والمحاسب، وحزن الأب والجيران والأقارب،وانتظروا جميعاً منية الوليد مع كل تكة عقرب. وعلى غير المتوقّع عاش فارس حياة طويلة..لكنه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم..ملّ فارس ”منزوع الرأس” وحدته وبدأ بانتظار ولادة امرأة من غير رأس أيضاَ ليتزوّجها آملاً بإنتاج نوع جديد من البشر وظل ينتظر!!..هكذا تهكّم القاص زكريا تامر وهكذا انتهت قصته.لكن فارس المواز أصبح حقيقة..لقد تزوّج الرجل من امرأة – مثله – من غير رأس كما تتزوج الحكومات شعوبها،راضياَ بفقدان أربعة أخماس حواسه،لم يسمعها ولم تسمعه، لم يناقشها ولم تناقشه، لم يرها ولم تره، ومع ذلك أنجبوا بنين وبنات بالجملة، فأصبحوا قبيلة،وأصبحوا مدينة، وأصبحوا شعبا، وأصبحوا أمة..لا تتفاجأوا إن قلت لكم أن البعض يريد من ابناء الصحافة.. أحفاداً لفارس المواز..أقلاماً بلا رؤوس، وكتاباً بلا رؤوس..لا يرون، لا يسمعون، ولا يتكلّمون، وبالتالي : لا يصدعون..ولا ”يفعطون”..***لن نكون من أحفاد فارس مهما كان الثمن..ومرحباً بالصداع.ahmedalzoubi@hotmail.comاحمد حسن الزعبي
أقرأ التالي
أرشيف مقالات أحمد الزعبي
2025/06/26
أنا أكره الرياضيات
أرشيف مقالات أحمد الزعبي
2025/06/19
أسئلة محرجة..
خبر رئيسي
2025/06/05
حواف الوداع
أرشيف مقالات أحمد الزعبي
2025/06/03
“بدها قعدة”..
2025/06/26
أنا أكره الرياضيات
2025/06/19
أسئلة محرجة..
2025/06/06
من الأرشيف .. أرجوحة العيد
2025/06/05
حواف الوداع
2025/06/03