ضربة مقفي / رامي علاونة

ضربة مقفي
تبيّن لي البارحة من خلال مطالعة الأخبار المتعلقة بقرار تعيين نجل دولة رئيس الوزراء الأكرم الدكتور هاني الملقي مديرا لدائرة الخدمات في الملكية الأردنية أن قرار التعيين كان قد صدر في آخر يوم عمل لمدير عام الملكية، وكان قد تم تعميمه على الموظفين قبل مغادرة المدير العام بلحظات وتسليم موقعه للمدير الجديد -ستيفان بيشلر- ليكون المدير العام الجديد والرئيس التنفيذي للشركة اعتبارا من اليوم الأول من حزيران.

بصراحة، طوال عمري وانا أسمع بمقولة “ضربة مقفي”، وللأمانة كنت لغاية اليوم اعتقد أنها مجرد مقولة شعبية لا اكثر و لا أقل تقال لوصف فعل صادر عن شخص ‘مش سائل’ قبل مغادرته موقعه، فبما انه “مقفي” يقوم عادة بفعلته ويغيب عن موقعه الى غير رجعة… وهات ازقطه بعدين، إذا عرفت تشوفه!

درست الإدارة في بلاد الإنجليز المساكين وانا الآن اشفق عليهم وعلى الإدارة في بلادهم إذ أن علوم الإدارة ونظرياتها وتطبيقاتها لديهم تخلو من “ضربة المقفي”، فقد بات مما لا شك فيه لدي ان “ضربة المقفي” ليست مجرد مقولة شعبية وانما هي استراتيجية فعّالة في الإدارة لدينا وفي إدارة المواقع العليا تحديدا، فهي طريق سريع للتطور الوظيفي يضمن لسالكه موقعا آخر بوقت قياسي جدا!
***
نتطلع بشوق لرؤية عطوفة مدير عام الملكية السابق في موقع ‘محرز’ آخر وبامتيازات اعلى! كما ونتمنى التوفيق لنجل دولة الرئيس وللرئيس نفسه… ويا هيك الإدارة في مؤسسات الدولة يا بلا!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى