[review]الأحد 9-5-2010
حول البيت معجن خبز منكفئ، وطنجرة سمراء ، وسروال منشور على حبل الخربوش..تنك ماء أزرق يفرغ حمولته في البراميل والخزانات القريبة و "هشّال" الابن الثاني يأخذ سيجارة خلسة من سائق التنك.. نار وليدة في كومة حطب تشعلها "خزنة" زوجة ردّاد، وصاج يسخن قلبه المكوّر على مهل، ومقشّة قيصوم تكنس وجهه الملوّح تأهباً لمصافحة الرغيف..بينما أقراص العجين المرتاحة تتنفس لمعانها من وجه الشمس….
"ابو صالح" يمشي بطيئاً "ببكمه" القديم ، يأخذ "دبابي" الحليب من بيت "رداد البدوي"ويترك خلفه غباراً هائجاً ونزق الطريق…دجاج ملون يسرح قرب البيت ..يحفر في الأرض رزقه ويعود، رائحة الشعير الناضج تأتي مع كل نسمة غربية، تحمل "نَفَس" القش وعرق الحصادين ورزق الحلال.. وأطفال البطين يلهون بأي شيء قريب ..
صوت أجراس "الشليّة" تؤخر الشمس عن الأفول، ثغاء ورنين ، وكلب يحرس الجهات الأربع ، بينما نواف العائد فوق حماره المتعب..يمضي كنهار طويل طويل ..يلازمه "المرياع" المدلل بصوفه المهدّل وبجرسه الكبير..
وقت العشاء ..وسائد حمراء تريح السواعد المتعبة..ضوء سراج ، وأطفال يغفون على ركبة ام نوّاف، وقت العشاء .. قهوة طازجة ونار، وخبز و"سردين" للأولاد وللرعيان..و في ركن البيت "بسطار" ملمّع.."لعزّام" العائد الى معسكره باكراً…وفي الركن الآخر صفط هريسة حصّة"نوّاف " زلمة الدار و"تشعتشبان" و"مخشرم" .. ودخّان "هيشي" للراعي "خليف"..
**
في زمن الــ" 3G" …ليتني راعٍ أو حتى "مرياع" متقاعد..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
