[review]
الأحد 31-5-2009ليلة الخميس الماضي ، وصلت الى قناعة مهمّة وهي: ان لم تنم على الساعة العاشرة فإنك لن تنام بعدها ابداً..***أذكر أن حارتنا في السابق كانت تطفىء أنوارها بعد العشاء مباشرة..باستثناءات بسيطة، طالب توجيهي هنا..أو طالبة شامل هناك..أو عاشق يسمع أم كلثوم "حيّرت قلبي معاك" مستنداً الى حاووز على ظهر الحيط، وإمامه إبريق شاي بالميرمية يدخن عليه باكيت "كمال"..بالمناسبة ، كان العشاق مثل أطباق "الستلايت" مزروعين على أسطح الحيطان كل يدير وجهه حسب بيت محبوبه..متسلّحين"بالعدّة اللازمة للحب": فرشة صوف ومخدة، قلم حبر، و"دفتر 32 " لكتابة مسوّدات الرسائل .. يتخلل عملية الكتابة صوت "كبسات" المسجل عند تقديم أو تأخير مقطع مثير من أغاني ام كلثوم الشهيرة..والذي كنا نعتبره "الباروميتر" الحقيقي الذي نقيس عليها درجات الوله التي تصيب "حبّيب الحي"..كما ان محاولات إغلاق باب "الشريط" لأكثر من مرة كان "الباروميتر" الذي نقيس عليه "رداءة المسجل" الذي يقتنيه "حبّيب الحي" ايضاَ..ليلة الخميس الماضي،قررت ان اخرج من تابوتي الأسمنتي ، وانام في الهواء الطلق ،قلت ارمي فرشة الصوف في العريشة ،أراقب ما استطعت من النجوم الثاقبة والخفافيش المشغولة في نشاطها الليلي الى ان اسلم نفسي للنوم، صحوت عند الثانية صباحاً عندما مرّ "بكم ديانا" بين بيوت الحارة وفيه يصدح "العيساوي "بأغنية تدمي القلب؛ تحمل من العتاب واللوم والتشكيك بصحة النسب ما يؤرق المضاجع …قلبت على جنبي اليمين متعوذاً من الشيطان الرجيم- .محاولاً اصطياد النعاس من جديد- فجأة طرطر "تركتر" قريب..انطفأ محركه عندما حاول اجتياز مطب صعب..حاول صاحب "التركتر" تشغيله ثانية ومضى… أضأت الخلوي على ساعتي لأعرف الوقت كانت تشير الى الثانية والنصف…ترى ماذا يفعل "تركتر"..في مثل هذا الوقت؟!..لا بأس فالمسألة لم تتوقف على "التركتر"، الشارع كله تحوّل الى رالي، وساحة لاختبار "البريكات" ، و"تحماية" الشاحنات..ناهيك عن أغنية نجوى كرم" الك بقلبي 3 ترباع" التي تحوم بها سيارات "السيفيا" طوال الليل مثل باعة الغاز..غمرت رأسي بطرف اللحاف..فسمعت كركعة خزّان ومحاولة اعادة غطاءه المعدني الى مكانه، وشخص يهمس لشخص آخر: "ان شاء الله غير يقدّن"..تبع هذا الهمس بدقائق بسيطة محاولة اقتحام فاشلة قامت بها مجموعة من القطط الكاسرة باتجاه "الخمّ"..حيث أجبرت – كوني "زلمة الدار"- على صدّها بالحجارة والكدر و"بالحفّايات" المضادة كيفما اتفق في حضرة العتمة.. بصراحة لم انم تلك الليلة حتى مطلع الفجر ،أولاً بسبب الصخب الليلي المتواصل،وثانياً لأني لمت نفسي كثيراً بعد "غزوة القطط" تلك:فمهما كان يبقى لصوص الليل أظرف بكثير من لصوص النهار..احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com