ما الفيديو الذي عرضه أردوغان وأثار جدالاً محتدماً مع مسؤولين أمريكيين كبار؟

سواليف
أفادت تقارير بأنَّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جاء بجهاز آيباد (iPad)، ليعرض على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجموعة من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ فيلماً عن القوات التي يقودها الأكراد في سوريا، خلال اجتماعٍ بالبيت الأبيض، الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني.

ونقل موقع Axios الأمريكي عن ثلاثة مصادر مطلعة على اللقاء، أنَّ أردوغان عرض الفيلم حين التقى المُشرِّعين، الذين كانوا صريحين في معارضتهم للعملية التركية شمال سوريا.

وأُفيد بأنَّ الفيلم صوَّر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، وحزب العمال الكردستاني باعتبارهم إرهابيين.
غضب المشرعين

لكنَّ الفيلم أثار غضب المُشرِّعين، الذين كانوا يعارضون العملية التركية بسوريا، في أثناء الاجتماع بالمكتب البيضاوي، وعلى رأسهم السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري ويمثل ولاية ساوث كارولينا).

وأشار الموقع إلى أنَّ غراهام دخل في جدالٍ محتدم مع أردوغان، بسبب العملية العسكرية.

وأكَّد غراهام لموقع Axios وقوع الجدال، قائلاً إنَّه رفض «بشدة، السردية التركية التي تقول إنَّهم (الأتراك) بذلوا جهداً أكبر (من الآخرين) للقضاء على داعش».

وبخصوص تصريحات السيناتور غراهام ضد تركيا، قال أردوغان: «قلت له ما يلزم قوله وقد تلقى درسه اليوم».

وواجه ترامب حسب صحيفة thehill عملية تدقيق وتمحيص كبرى من الحزبين -الجمهوري والديمقراطي- منذ أن أعلن، الشهر الماضي، فجأةً أنَّه سيسحب قرابة ألف من القوات الأمريكية من شمال سوريا قبيل الغزو التركي المخطط له. كانت القوات الأمريكية التي انتشرت في المنطقة، قد عملت من كثب مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وفي حين ذكر غراهام أنَّ الولايات المتحدة لن تتخلى عن الأكراد، قال ترامب إنَّ الهجوم التركي في سوريا «ليست له علاقة بنا». وقلَّل كذلك من أهمية التحالف الأمريكي مع المجموعة، قائلاً في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إنَّ الأكراد «ليسوا ملائكة».

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مع أردوغان، الأربعاء، إنَّ قرار الإدارة إبقاء بعض القوات الأمريكية في سوريا كان «من أجل النفط فقط».

وصرَّح مسؤول كبير في الإدارة، لموقع Axios، بأنَّ مجموعة أعضاء مجلس الشيوخ التي دُعِيَت إلى المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ضمَّت أعضاء جمهوريين أعربوا عن وجود مشكلات تتعلَّق بشراء تركيا منظومة صواريخ S-400 الدفاعية الروسية.

وأُفيد بأنَّ كل أعضاء مجلس الشيوخ الذين حضروا اللقاء اتفقوا على أنَّ الولايات المتحدة لن تبيع أنقرة مقاتلات F-35 إذا استمرت الأخيرة في نشر أو شراء المنظومة الدفاعية.
الرئيس التركي يتحدث عن تفاهمه مع ترامب

وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، أن جهات معارضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبذل جهوداً مكثفة لإفساد العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.

وقال أردوغان: «ترامب يبذل جهداً صادقاً، من أجل حل المشاكل بين تركيا والولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية».

وأضاف: «ثمة جهات معارضة (لم يسمّها) لترامب تبذل جهوداً مكثفة لإفساد علاقاتنا».

وشدد الرئيس التركي على أنه يعلم جيداً دوافع خلق مناخ سياسي ضد تركيا في الولايات المتحدة ومن يقف وراء ذلك.

وقال إن تركيا ستواصل وعلى المحافل كافة، شرح أفكارها المشروعة ضد فعاليات التضليل التي تستهدفها.

وأردف أن الحوار القائم على المعلومة الصحيحة هو السبيل إلى حل اختلافات وجهات النظر بين تركيا والولايات المتحدة.

وتابع بالقول: «قدَّمنا لجميع السيناتورات الأمريكيين كتاباً مفصلاً عن ممارسات منظمة غولن، وسنرسل إليهم سلسلة كاملة بشأن ذلك».

وعن تسليم فتح الله غولن (مقيم بالولايات المتحدة)، قال أردوغان إن «اللقاءات متواصلة بين وزارتَي العدل (التركية والأمريكية)، ونتابع الموضوع دون كلل أو ملل».

كما أشار إلى أنه قدَّم معلومات مفصلة إلى ترامب والسيناتورات الذين التقاهم في البيت الأبيض، بخصوص المسألة الأرمنية وأحداث 1915.

وعن ذلك أضاف: «شرحت لهم أن تسييس الأحداث التاريخية خطأ فادح».
«أعدتُ الرسالة إلى ترامب»

وتطرق أردوغان إلى رسالة ترامب التي تجاوز فيها بحقه، قائلاً: «لم يُبدِ ترامب أي ردّ فعل حين أعدّت إليه رسالته».

وعن المنطقة الآمنة شمال سوريا، قال أردوغان: «عرضنا المشروع على الرئيس السابق باراك أوباما، وعرضناه على ترامب أيضاً، وهو لم يبدِ معارضة، وأبلغَنا أنه أخبر الدول الأوروبية بذلك».

وأضاف: «سأطرح موضوع المنطقة الآمنة خلال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي، التي تنعقد يومي 3-4 ديسمبر/كانون الأول المقبل (بلندن). حينها سنرى موقف دول الناتو».

وفي السياق ذاته تابع أردوغان: «إذا تلقَّينا موقفاً إيجابياً خلال قمة الناتو حيال المنطقة الآمنة، يمكننا في هذه الحالة أن نتخذ خطوة بشأن ذلك في الشمال السوري. ستتغير أجواء تلك المنطقة بمجرد أن نبني المنازل والمراكز الصحية والمدارس والمباني العامة في ممر السلام».

وشدد الرئيس التركي على أن بلاده ليست لديها أطماع في النفط السوري، وإنما غايتها عودة السوريين إلى أراضيهم.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى