ما الرابط بين دارفور و”اندفاع” البرهان للتطبيع مع إسرائيل؟

سواليف
أثارت تصريحات رئيس المجلس السيادي في السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان بشأن تشكيل لجنة مصغرة، من أجل التطبيع مع إسرائيل، وحديثه عن تأييد غالبية السودانيين للتطبيع، تساؤلات بشأن الثمن مقابل ذلك.

وقال البرهان إن اللقاء برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تم عبر طرف ثالث تولى الاتصالات الدولية، وأن التطبيع مع إسرائيل يلقى تأييدا شعبيا واسعا بالسودان، خلال لقائه بصحيفة الشرق الأوسط المقربة من السعودية.

وأشار البرهان إلى أن الهدف من لقاء نتنياهو “البحث عن مصالح السودان الوطنية والأمنية، ورفع اسمه من لائحة الإرهاب”.

وكشف عن تشكيل “لجنة مصغرة” لمواصلة بحث الأمر، واعتبر أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل “يلقى تأييدا شعبيا واسعا، ولا ترفضه إلا مجموعات أيديولوجية محدودة، فيما تقبله بقية مكونات المجتمع”، وأكد وجود دور إسرائيلي في قضية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وجاءت تصريحات البرهان، بعد يوم واحد من إعلان وزارة العدل السودانية، التوصل إلى توصل مع عائلات ضحايا المدمرة الأمريكية كول، التي تعرضت للتفجير في ميناء عدن عام 2000، ودارت أحاديث أن الخرطوم ستدفع 30 مليون دولار مقابل التسوية، لرفعها من قوائم الدول الراعية للإرهاب.

ويشير حديث البرهان، إلى أن إسرائيل تتولى هذه المهمة لرفع اسم السودان من القوائم الأمريكية، مقابل تطبيع العلاقات.

السياسي السوداني ونائب رئيس حركة الإصلاح الآن حسن عثمان رزق، قال إن “مزاعم البرهان بتأييد غالبية السودانيين للتطبيع مع دولة الاحتلال، غير صحيح”.

وأشار رزق إلى أن البرهان “في حال كان متأكدا مما يقول، فلماذا لا يجري استفتاء للسودانيين، وعندها ستظهر النتيجة الحقيقية، برفض عموم الشعب لهذا الأمر”.

ولفت السياسي السوداني إلى أن الشخصيات التي تروج للتطبيع في البلاد اليوم، تطرح أسئلة في الشارع من قبيل، “لماذا نعادي اليهود، والفلسطينيون مطبعون منذ سنوات، والصلح يخدم مصالح السودان وينقذه من الأزمة”.

وأضاف: “السودانيون لديهم وعي لطبيعة الصراع مع الاحتلال، ونحن نعلم أن الفلسطينيين تحت القهر والاحتلال ومجبرون على التعامل مع الاحتلال، وهم يقاومونه، رغم علاقة السلطة به، التي لم تحصل على شيء منه سوى الاضطهاد”.

وتابع: “الشعب السوداني قاتل في حروب 1948 و1967 و1973، وقدم الدماء لأجل فلسطين، ولا يمكنه خيانة دم الشهداء”. مشددا على أن الولايات المتحدة “لو كانت مقتنعة بأن السودان ليس دولة إرهابية، فلماذا لا يرفع الاسم دون دفع ثمن بالتطبيع مع إسرائيل”.

وعلى صعيد مواقف التيارات والمكونات السودانية، من التطبيع، قال رزق: “الإسلاميون بحركاتهم كافة، واليساريون والحزب الشيوعي أعلنوا رفض الأمر، وكذلك العروبيون من ناصريين وبعثيين، وحتى حزب الأمة، أعربوا عن رفضهم للتطبيع، والقلة القليلة هم المنادون بالتطبيع، وليس من ذكرهم البرهان”.

وأشار السياسي السوداني، إلى أن البرهان يسعى بهذه الاندفاع نحو التطبيع، إلى “حماية نفسه لأنه مشارك في حرب دارفور وما يقال عن إبادة جماعية، وقد يجر إلى الجنايات الدولية، كما يسعى البعض الآن لفعله مع البشير”.

وشدد على أن الشعب السوداني، سيقاوم بكل الوسائل المشروعة، مسألة التطبيع مع الاحتلال، وهو كسائر الشعوب العربية التي طبعت حكوماتها مع الاحتلال، ترفض الأمر وتقاومه كالأردنيين والمصريين”.

من جانبه، الناشط السياسي الأردني في مجابهة التطبيع مع الاحتلال، المهندس ميسرة ملص، قال إن البرهان، “يدفع ثمن المحافظة على الكرسي الذي تحصل عليه بعد إزاحة البشير من منصبه”.

وأضاف ملص، “الشعب السوداني، شعب عريق، وعداؤه تاريخي لدولة الاحتلال”، وحصل تحرك قبل أيام ضد لقاء البرهان ونتنياهو”، لكنه تساءل: “إذا كان هناك ثورة متجذرة في السودان، ولها مبادئ وقيم، فكيف تسكت كل الجموع على ما يجري؟”.

ودعا من أسماهم “ثوار السودان” إلى “التحرك بقوة واستعادة زمام الأمور، وكنس كل هذه القيادات التي تهرول نحو الاحتلال، للبقاء على الكرسي والحصول على شرعية من نتنياهو بدلا من شعوبها”.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى