أكد محللون سياسيون أن #الخلافات تدب بقوة بين أركان المؤسسة السياسية والعسكرية في ” #إسرائيل “، وهي تتصاعد مؤخرا بشكل لافت وعلني حول #إدارة_الحرب، ما يعكس تباينًا في الرؤى والاستراتيجيات بين الطرفين.
وادعى مسؤولون إسرائيليون أمنيون، ليلة الجمعة/السبت، أنّ “نشاط الجيش في قطاع غزة انتهى، لكن سيكون بإمكانه العودة عندما تكون هناك معلومات استخباراتية جديدة”.
ونقلت /هيئة البث الرسمية/ عن مسؤولين أمنيين في “إسرائيل” وصفتهم بـ”الكبار” دون تسميتهم قولهم: “سيكون بإمكان إسرائيل العودة إلى القطاع عندما تكون هناك معلومات استخباراتية جديدة، ولكن كقاعدة عامة انتهى نشاط #الجيش_الإسرائيلي في غزة”.
ويقول المختص في الشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع إنه “على الصعيد السياسي، يبدو أن هناك إصرارًا على استمرار الحرب لتحقيق الأهداف التي أعلنها المستوى السياسي للجمهور، وأبرزها الإطاحة بحكم حماس وإعادة الأسرى دون اللجوء إلى صفقات تبادل”.
وأضاف : “هذا التوجه يرتبط إلى حد كبير بدوافع انتخابية، حيث يسعى السياسيون إلى تعزيز شعبيتهم من خلال إظهار الحزم والقوة أمام الجمهور الإسرائيلي”.
وتابع “في المقابل، يواجه المستوى العسكري تحديات متزايدة في تحقيق هذه الأهداف، فالجنرالات والخبراء العسكريون يدركون صعوبة إعادة الأسرى دون صفقة، إذ أن الاعتماد على الضغط العسكري وحده لن يكون كافيًا لتحقيق ذلك. بل إن استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الأعباء على الجيش، الذي بدأ يعاني من ضغوط نفسية متزايدة بين الجنود، ونقص في المعدات اللازمة لاستمرار العمليات”.
ويرى مناع أن “جيش الاحتلال يشعر أنه يتورط أكثر فأكثر في وحل غزة، حيث تزداد تعقيدات الوضع الميداني مع مرور الوقت، ما يعمّق من شعور القيادة العسكرية بأن الأهداف المعلنة ربما تكون بعيدة المنال”.
وختم بقوله “التصريح يأتي في إطار الحديث عن الصفقة واحتماليتها، والحديث أن القتال انتهى بمعنى أنه لم يعد هناك ما يبرر عدم الوصول لصفقة وإيقاف إطلاق النار، في إطار الضغط الداخلي على نتنياهو”.
أما الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الطناني، فأكد أنه “ليس من المنطقي إنكار وجود أصوات قوية في إسرائيل تطالب بعقد الصفقة، وفي مقدمتها جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يرى فيما يفعله نتنياهو، عبثا في إطار الاستنزاف المستمر”
وتابع: أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بات أمام تحديات كبرى، خصوصًا مع تزايد إشارات نشوب مواجهة في الإقليم، حتى وإن كانت محدودة ومقتصرة على تبادل الضربات، فهي مواجهة قد تتدحرج في أي وقت لعمليات عسكرية كبرى يحاول جيش الاحتلال تجنب الوصول إليها، لأن الثمن سيكون كبيرًا خصوصًا بعد الإرهاق الكبير الذي يعاني منه جنوده”.
وأضاف “كل ما يصدر من تصريحات حول انتهاء القتال في قطاع غزة، وتفكيك غالبية كتائب حماس وقدراتها، وأهمية الحفاظ على حياة الرهائن، وحديث رئيس الأركان هرتسي هاليفي، أن الجيش يمكن أن يعود إلى معبر فيلادلفيا متى شاء في حال انسحب، هي محاولة دفع الرأي العام للمزيد من الضغط على نتنياهو للقبول بالصفقة، باعتبار أن العمليات القتالية قد حققت أهدافها، ويمكن الآن التنازل في نقاط محددة حفاظًا على حياة من تبقى من الأسرى”.
وبينما تعقد جولات مفاوضات بين القاهرة والدوحة تلو الأخرى منذ أشهر طويلة دون أن تثمر عن اتفاق، تواصل تل أبيب حربها الدموية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الـ11 على التوالي، وأدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 132 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.