تحية تلو التحية

تحية تلو التحية
سالم فلاح المحادين

تجاعيده النقية لوحةَ حُب رسمتها السنين على وجه الزمن فكانت الليالي مرآةً إنعكسَ الكفاحُ عبرها إليه لتتلاشى الآهات بإبنٍ اصبح طبيباً يُشار إليهِ بالبنان أو إبنةٍ خطت بهندستها قصيدة فرح غازلت القلب الستيني المُرهَقْ ، ذاك أيضاً عسكريٌ فذ تشرب من أسرة رائعة كيف يعشق تراب الوطن ، والآخر أستاذ يُعلم الطلاب ليتسلحوا بعلمهم ضد صعاب العُمر ، تلك تزوجت وكلما أبتسمت وتفانت في بيت زوجها دعا بالخير لمن رباها ، والأخرى ما زالت تعطر بحضورها منزل الأهل ماسحةً بحنانها كل آهات السنين .. وووووو الخ : من أبناء صالحين وبناتٍ رائعات لمع صيتهم وصيتهن أينما حلوا وأرتحلوا !
إلى كل الآباء الطاهرين الذين قننوا حلالهم المتواضع بصعوباتٍ جمة بُغية إطعام أبنائهم وتنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم أيضاً ! إلى آباءٍ أفنوا أعمارهم في تأدية رسائل تربية معنونة بالشرف مزخرفة بالجمال الأزلي ! إلى عصاميين لونوا الورد بأصابع ذابت كالشموع لترتسم على محيا الوطن حدائقَ من الياسمين وشبابٌ لو ساد العدل لفاح عبيرهم بالقرب ! إلى من هدب لإبنه رفقة الأم شماغاً أحمراً ثُم غزلا بطهر أيديهما علماً مرفرفاً في القمم ! إلى عفتهم وروعتهم أخط حُروفي ثم أزينها بالدُعاء لمن رحل منهم بالرحمة ! وأما من يواصلون عزف التضحيات فوق صفحات النقاء فأدعو لهم بالصحة ؛ وإلى الجميع تحيةً تلو التحية ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى