“ماذا لنــا بعــد الله غيــــر (الـوطــــن)” / عبدالكريم العزام

“ماذا لنــا بعــد الله غيــــر (الـوطــــن)”
في أوّل أيّـــام آذار و بدلاً من رؤية الربيــع؛ خضرته و زهره، تتفتح عيـون الأردنيين و آذانهم على أزيــز الرصاص، تُطلقـه فئـة ضالــة ركبهـا الشيطــان فاتبعتــه و عصـب إبليـس على عيونهــا و قلوبهـا فلم تعـــد تعرف من الدِّيــن إلا ما قاله إبليــس عن نفسه ( قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين إلّا عبادك منهم المخلَصين).

فاستجابــوا لغوايتــه وشـــرّه.
ماذا كـان يُـريــد هؤلاء الضّالــون مـن فعلهـم المشيـــن هـذا؟
– هـل كانـوا يريـدون رؤيـة أشـلاء الناس تتطايــر كالـورق فـي مهــب الـريــح؟
– هل كانوا يُـريدون رؤية الدّم يُـغطي الشّـوارع و المـولات و محطّات النقــل و غيرهـا مِـن مـواقــع تجمّــع الشّعـــب؟
– هل كانُـوا يُـريــدون رؤيــة النساء تنُـوح ثكالـى على أزواجهـا و حــزانى على أبنائها؟
– هل كانـوا يُـريدون رؤية الأطفال بعضهم قتلى و بعضهم تنصَبّ دموعهـم على وجناتهـم و بعضهـم يُنادي على والــده و والدتــه فلا يسمــع الجــواب؟
– هل كانوا يريدون أن يــروا الشيوخ تتقطّع أشلاؤهم و تُصبَــغ كوفياتهم بالدم؟
– هل كانوا يريدون أن يروا مدن الأردن و قراه و مخيماته و باديته تستقبل الشهداء؟ و أن يروا في كل بيت مأتم؟
– هل أرادوا للوطن جباله و سهوله و وِديانه، تُـرابه و رماله، أن يبكي على أبنائه بدلاً من الفرح بأعراسهم و أفراحهم؟
– هل أرادوا للوطن أن يُصبح ذليلاً و شعبه حزيناً مقهوراً منهم من يُـدفــن تحـت التـراب ومنهم من يهيـــم على وجهـه يطلـب الأمـن لنفسه وأبنائه وأهله فلا يجد في الأرض مُتّسعاً أبداً؟
قاتَلَــهـــم الله … قاتَلَــهـــم الله …
و يسّــر لهــم جُـنوداً من جُـنودِه وجنــوداً من العــرب الأقحــاح الذين ورثُــوا الكرامة عن آبائهـم, آبائهـم الذيـن عاشُــوا على تُــراب هـذا الوطــن وماتوا فيه ودفنوا في أرضه وكهوفه, كان اسم الوطن قسمهــم بعــد الله وكــان شــرف الوطــن وشـرف أهلــه وساكنيــه جــزء مـن شـرف الآبــاء والأجــداد.
يقــول الشّــــاعــــر:
يا صاحِب الشّعر هلا طفت في بلدي … بين الجبال وفوق السهل إخواني
وفـي الكهــوف بقايــا من جماجمنــا … تلــك المغــاور ذكراها بوجـداني
هــذي بـلادي بــلاد العــــز تعرفنــا … بهـا جـذوري وأوراقي وسيقانـي
لو تنطق الأرض لانبحت حناجـرها … في كـل مشهد هم فكري ونسياني
إلى آخــــر قصيدتـــه.
نعـــــــم،،,
إنّــــه الوطـــن, إنه الأردن.
كُــل ذرّة من تُــرابه مجبُــولة بدم الآباء والأجداد وسيظل مصوناً بدمائنا ودماء الأولاد والأحفاد.
ستظل يا وطني محفوظاً في حبّات العيون مُسيجاً بسواعِـد أبنائـك الأشاوس من أبناء الجيش المصطفوي, ورجال الأجهـزة الأمنيّــة الذين يسهـرون وننام ولا ينتظرون إلا رحمة الله وسلامة الوطن والشعب.
وستظل يا وطني مبعث حبنا وعشقنا, حب أهلك وساكنيك, وسيظل كُـل فرد فينا الجندي الأمين الذي يفديك في كل وقت وحين.
يرحمكم الله يا شهداء الوطـن, يا مـن قدّمتـم أغلى شيء ( الـرّوح ) حتى يظل الوطــن مصُـوناً ويظل الناس ينعمون بالأمن والأمان.
أما انتم يا حُـرّاس الوطن جيشاً وشعباً وأجهـزة أمنيّـة فإنّنـا نشُــد على أيدي بعضنا البعض ولا مكان بيننا لخائن أو مُنحرف.
حفــظ الله الوطـــن وأصبــغ نعمتــه على أهلــه وأمتهــم من كُــــل خـــوف.
حفـــظ الله القائــد الــذي ورث الحكمــة ومــــن أوتــي الحكمــة فقـــد أوتــي خيـــراً كثيـــراً والــذي بحكمتــه نعيــش الأمــن والأمــان فـي زمــن تلتهــب فيــه الــدول وتحتـــرق الشعـــوب.
الكاتـب: الأستاذ عبدالكريم فضلـو العـزام

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى