امام وزير الاعلام / علي الشريف

امام وزير الاعلام

في الوقت الذي نشاهد تطورا مثيرا في السلك الاعلامي في كل العالم وفي الوقت الذي باتت المعلومة تصل الى الناس بكبسة زر وفي الوقت الذي اصبح فيه كل مواطن صحفي لا زلنا نرى اعلامنا الاردني باخر الركب دون ان يتقدم بل انه اصبح يتلاشى من مخيلة المتابع الاردني.
على امتداد اسابيع ونحن نقرا ونتابع اخبار الاردن من خلال ما يكتب في الصحافة العربية ومما نسمعه من تقارير من القنوات الفضائية وما نشاهده عبر اليوتيوب او مواقع التواصل الاجتماعي لكننا لم نسمع غير كلام انشائي وتسحيج مقيت من اعلامنا الاردني ولم نقرا تقريرا واحدا يتحدث عما يقال او ردا ولو كان موجزا ينفي او يؤكد ما يقال ويكتب وينشر.
معالي الوزير وانت وزير الاعلام ووجه الاردن الاعلامي هل لا زلت على قناعة بالمنظومة الاعلامية بالاردن والتي لا زالت تخاطب المجتمع الاردني بعقلية الستينات ولا زالت تمارس التبرير لاي اجراء كان على صواب او على خطا… وهل انت تعتقد ان هذا الاعلام له اي تاثير خارجي في نقل سياسة الاردن الرسمية او موقف شعبه…
تعال للنظر فالتلفزيون الوطني لم يعد يشاهده احد الا وقت المباريات واذا كانت المباراة على قناة اخرى انتقل المشاهد الاردني اليها… والصحافة الاردنية يا خزاة العين عنها ..التعيين بها حسب القرابة .والواسطة والمحسوبية وهي غارقة بالديون دون ان تسال الحكومة عن اسباب الديون ومن تسبب بها …
الخط التحريري يا معالي الوزير مزري فالصحافة والتلفزيون ابعد ما يكونا عن الشارع واقرب ما يكونا من افلام الكوميديا …ومجالس الادارات يا صديقي لها بكل شيء الا الاعلام والاقتصاد فلا هي قادرة على التطوير ولا هي قادرة على على التغيير نتيجة الرعب الملازم لها او الاملاءات الحكومية التي قيدتها…وهبش الرواتب .
هل يعقل يا معالي الوزير ان يبقى اعلامنا يخاطب الناس بفوقية وبعقلية عرفية وبايام الستينيات والقوميات وان لا يتغير المنهج ولا طريقة الكتابة ..حتى ان الدفاع عن هذا الوطن بات استعراضيا مبني على الفزعات ونحن في زمان الديمقراطية .
. في حين اصبح اصغر مواطن اردني يمكن له ان يحقق دخول على فيديو له اكثر من كل المواقع الالكترونية للصحف والتلفزيون ويحدث ضجه اعلامية لم تحدثها صحفنا باجمعها..
اريد ان اسالك وانت وجهنا الاعلامي … هل سمعت يوما بان اعلامنا يا خزاة العين عنه قد احدث تاثيرا خارجيا او استطاع ان ينقل راي الاردن الرسمي كما يجب و هل رايت كاتبا واحدا من كتاب العهد القديم والبطيء والتدخل السريع قام برد مقنع على اي امر يختص بالاردن دون ان يمارس الفزعة.
في اعلامنا الاردني ثمة قمع لكل راي مخالف ولكل موهبة والمصيبة يا معالي الوزير انكم تركتم فيه اناس لم يعد لها تاثير على الناس انما اصبح كل تاثيرها على الاعلام وبنتيجة عكسية حتى فقد الناس الثقة بالاعلام من راسه حتى اخمص قدمية.
معالي الوزير ..الاعلام القوي هو سند لوطن قوي اما اعلام المصالح والاعلام المبني على اللامهنية والمحسوبية واعلام الزوايا المختنقه بالمحنطين بات اعلام لا يبني وطنا ولا يصنع مجدا…ولا يغير رايا
معالي الوزير نحن في عام 2018 في زمان الانترنت وفي صحفنا لا زال البعض لا يحسن الضغط على كبسات الكيبورد ويعتقد ان لولاه لما بقي عندنا اعلام والمصيبة لا زال في نرجسيته …
هل تعلم يا معالي الوزير ان هناك كاتبا اردنيا تتصدر مقالاته مدونة الجزيرة واغلب الصحف العربية والمواقع وفي نفس الوقت تمنع مقالاته التي تنشر خارجا من النشر في الاردن…بينما من يعيش النرجسية المفرطة ولم يعد ينتبه له احد لا زال ينشر كل يوم ..انا لا اعرف هل تريدون اعلاما حيا ام اعلاما يحتضر .
بتعرف يا معالي الوزير حابب ابق البحصة واخلص لانها تكاد تخنقني لكن الخوف يخنقني اكثر منها ..الخوف على رزقي المتهالك ..الخوف من البطش ..فهل يعقل ان نبقى نسمع ان فلان معين من جهة فلان .
وعلان قريب فلان وهذا مدعوم وذاك ملغوم …وهذا ينشر وهذا لا ينشر … كل ما اعرفه يا صديقي ان الملك قال حريتنا سقفها السماء ومن في اعلامنا هدموا السقف والحرية واسقطوا السماء لينالوا فقط رضاكم .
يا رجل اعلامنا لا هو فالح بالسياسة ولا فالح بالاقتصاد خصوصا الاقتصاد يا رجل ولا هو فالح بالرياضة ولا هو فالح بالدفاع عن مواقف الاردن باقناع ولا حتى فالح بجذب الناس اليه وكل همه ان يضيع فكر الناس.
ويصور لهم على اوراق الصحف المدينة الفاضلة لكن خارج الورق يتكلمون بالمدينة العاطلة …قد حان وقت التغيير..اما اعلام يخبرنا عن وطننا قبل الناس او ليصمت للابد مش ناقصنا بلاوي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى