ضربة قاضية لمحمد علي كلاي / ديما الرجبي

عندما يوجه الملاكم المسلم محمد علي كلاي الضربة القاضية في خاصرة اليمين المتطرف والاسلاموفوبيا …
في وقتٍ تشهد فيه الولايات المتحدة تنافساً شديداً بين المرشحين للإنتخابات الرئاسية والذين انقسموا ما بين يمين متطرف يمثلهم الرجل المثير للجدل دونالد ترامب وجبهة مستقلة صنفت بالمعتدلة تقودها هيلاري كلينتون، أتت وفاة بطل القرن العالمي المسلم الملاكم محمد علي كلاي ضربةً موجعة لليمين والذي ينادي بخطابات الكراهية للمسلمين ويحفز مفهوم الاسلاموفوبيا في قلوب الامريكان، فتراهم اليوم مجتمعون على اختلاف ايدلوجياتهم ومذاهبهم وآرائهم في جنازة تعتبر الأولى من نوعها لبطل ملاكمة عُرف بانتمائه للقضايا الانسانية والسياسية تيمناً بعرابه مالكوم اكس .
يترك البطل المسلم رحمه الله سؤالاً يعلقه الجميع على شماعة التخاذل العربي بأن كيف استطاع رجل واحد أن يجمع كل اولئك المختلفون في كل شيء بينهم على منصة وداعٍ واحدة ؟؟ في وقتٍ أصبحت الرياضة بكل أبوابها مسيسة بإمتياز ومصدر فوضى وخسائر لجميع الدول دون استثناء ؟؟
وما تراه اليوم حاصلاً من استذكارٍ لإنجازات هذا الرجل الذي عانى من مرض باركنسون فترة طويلة والذي جعل جسده يرتعش طوال الوقت ليس بالأمر المستغرب فلطالما آمنا بأن رجلاً واحداً بقلب كقلب محمد علي كلاي رحمه الله كفيلاً بأن يقف بوجه هذا الصراع الطائفي المقيت ، ولعلها صحوةً لأولئك المعافون في أبدانهم واموالهم بأن استيقظوا يا رعاكم الله فرجل مثله جعل من رجالات الولايات المتحدة الماقتين للدين الاسلامي يحترمونه ويشاركون في تأبينه ؟

فهذا الرجل الذي صافح جميع الزعماء المسلمين وغيرهم وشاركهم قضاياهم حقق انتصاراً كبيراً بحياته وبعد موته بتحويل منصة تأبينه لمنبر يتحدث عن الإسلام والمسلمين وكلهم آذان صاغية فحتى القنوات اليمينة بثت هذه التغطية التي تخللها تلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، فهل تعلمون كم من بيوت الغرب استمعت للقرآن العظيم؟؟ ، فما أعظم ما تركه هذا الملاكم المسلم ، فقد قزم الساسة المهادنون وعظم الاسلام والقضية وحقوق الانسان فما أجمل هذه الصورة التي تركها للجميع .
وكم ترك لنا حيرةً وألف سؤال بأن كيف استطعت أن تُخرس الكارهين ولو بضع ايام يا محمد علي كلاي ونحن نحاول أن يحترمنا أو يسمعنا أحد منذ 1948 ؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى