سواليف
سلط المؤرخ والصحافي الايطالي اليساندرو مارزو مانيو، الضوء على الاضرار التي اصابت المواقع التراثية والثقافية في مدينة البندقية(فينيسيا) في ايطاليا جراء ارتفاع منسوب المد البحري الى رقم غير مسبوق خلال العام الحالي وذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاربعاء،في القسم الثقافي بمقر السفارة الايطالية بعمان.
وتحدث في مستهل المؤتمر السكرتير الاول ومسؤول الشؤون الثقافية في السفارة فيدريكو فيتش، عن اهمية مدينة البندقية بوصفها من المدن المصنفة في التراث العالمي الانساني، مشيرا الى حالة الطوارىء التي تعيشها المدينة هذه الايام جراء ارتفاع منسوب المد البحري بشكل كبير والذي الحق اضرار بليغة في العديد من المواقع في المدينة.
ونوه بالمؤرخ مانيو بوصفه كاتبا وصحافيا معروفا في ايطاليا، مشيرا الى انه من مدينة البندقية وله العديد من المؤلفات عنها كما صدر له العديد من الكتب التي تؤرخ لمختلف الفنون التي تتعلق بالثقافة الايطالية.
بدوره لفت مانيو في المؤتمر، الى ان مدينة البندقية تعرضت الى موجات عديدة من المد البحري منذ قديم الزمان الا ان موجات هذه الايام تعد الاعلى إذ وصل ارتفاعها الى 87ر1 متر، مشيرا الى انه لم يحدث ذلك الا عام 1966 عندما وصلت ارتفاع المنسوب الى حوالي 94ر1 ،وبين عام 1966 الى عام 2019 كان يصل ارتفاعه في حده الاقصى الى 5ر1 متر.
وبين ان الارتفاع الاخير في المنسوب غمر اجزاء كبيرة من المدينة واحدث خرابا كبيرا في معظم الادوار والطوابق الارضية للابنية، فعلاوة على ان العديد من تلك الطوابق يقطنها مسنون او تشغلها محلات تجارية الا ان الضرر البليغ نال من العديد من المواقع التراثية والاثرية والتي تمثل حواضن ثقافية ومنها الكنائس التاريخية ومنها كنيسة ماركو التي يعود تاريخ إنشائها الى الف عام، والمكتبة العامة للمدينة التي تضم في رفوفها العديد من امهات المخطوطات والنسخ الاولى للعديد من الكتب القديمة والمقدسة والتاريخية والمؤلفات الموسيقية لابرز المؤلفين العالميين ومنهم بيتهوفن، لافتا الى ان نسخ القرآن الكريم القديمة الموجودة في المكتبة لم ينالها اي ضرر لانها محفوظة في رفوف عالية مرتفعة جدا.
ولفت الى ان الضرر الاكبر تحدثه الترسبات الملحية بعد انسحاب المياه او تبخرها وهي التي تعمل على اتلاف الموجودات علاوة على تأثيرها السلبي على ارضيات الكنائس الفسيفسيائية ذات الجماليات البليغة والتي تعود للقرون الوسطى.
ولفت الى تراجع عدد سكان المدينة في السنوات الاخيرة جراء هذه الفيضانات، مبينا انه وصل الى نحو 50 الف نسمة. وقال انه على الرغم من ارتفاع موجات المد البحري والفيضانات الا ان عدد السياح الذين يزورون المدينة في ارتفاع، مرجعا ذلك الى اهتمام العديد من الناس بهذه المدينة وخشيتهم عليها علاوة على رغبتهم بمشاهدة ما احدثه المد البحري من اضرار فيها.
ورأى ان التغير المناخي والاحترار يعد احد اسباب الزيادة في ارتفاع منسوب المد البحري، مشيرا الى ان الخسائر تقدر بحوالي المليار يورو، لا سيما ان اعمال الترميم للابنية والمواقع والمخطوطات والكتب التي تتآكلها الرواسب الملحية مكلفة جدا.
وفي ختام المؤتمر اكد فبتش ان الرسالة المتوخاة من هذا المؤتمر الصحفي هي ان التراث الثقافي في اي مكان هو ملك للانسانية جمعاء، وان البندقية اسوة بالبترا وجرش تمثل كنوزا للحضارة الانسانية.
وتم خلال المؤتمر تقديم عرض بصري للفيضانات التي اجتاحت البندقية وابرز مواقعها التراثية والثقافية المصنفة عالميا على اثر ارتفاع منسوب المد البحري.