
نعيش في اعلى قمة الفساد
في ستينيات القرن المنصرم داهمت السيول مدينة معان الاردنية واستشهد المزيد من المواطنين
الاردنيين والمعتمرين الاجانب .
كانت بيوت معان كبيوت معظم الاردنيين بيوت طينية لم تصمد امام السيل العرم فاقتلعت بيوت من
جذورها واستشهدت عائلات باكملها .
ذهب رئيس الحكومة الاردنية الى هناك معزيا وتفقد الخسائر وامر ببناء مدينة معان الجديدة
وتعويض المتضررين دون ان يشكل لجنة او ان يشتمه مواطنا معانيا واحدا لانهم عرفوا ان
الجرح في قلب الرجل اعمق من جراحاتهم جميعا .
كان الرجل صادقا وكان بيته يشبه بيوت جميع سكان معان ولو حول السير مجراه لكان دولته
ارتقى شهيدا في حينه .
لم يكذب الرجل على اهله ولم يغرق مدينتهم باللافتات التي تتحدث عن خدمات تجاوزنا في
تسمياتها خدمات لندن وباريس وبرلين لكنها على الورق و “فيجيوال” حتى اقتربنا من بناء
تطبيق خاص بكل منهل من مناهل الصرف الصحي خدمة للمواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم ما
دام هذا التطبيق يعود بالربح الوفير على من يريد لنا الارتقاء الى عنان السماء زورا وبهتانا.
قبل عدة سنوات داهمت السيول بنايات في عمان فكان الحل الذي اجترحه احدهم بتركيب مولدات
ضخمة كلفت الخزينة مبالغ هائلة ولم تستخدم ووضعت فوق الجسور واعلى الانفاق لمحاربة
تجمع المياه في الانفاق بدل المعالجة والمحاكمة للذي صمم مثل هذه الانفاق ونسي ان
يضع لها مناهل مناسبة .
لا زالت هذه المعدات المرتفعة الثمن جاثمة في اماكنها واعتقد جازما انها الان معطلة ويعلوها
الصدأ بفعل الحر والقر .
هناك فرق بين من يتلقى الرصاص في صدره من جهة وبين من يتلقى الملايين من اموال الشعب
في جيبه ومن يستقدم الفنانات ويجزل العطاء ودموع ابناء وزوجات الشهداء لم تتوقف بعد .
هذا وطن الشرفاء وطن الانبياء وطن صحابة رسول الله سيبقى وستذهبون .

