ذيبان ليست نائباً أو حراكاً فقط / د. فيصل أبو قاعود

ذيبان ليست نائباً أو حراكاً فقط
ما كنتُ راغباً للحظة الخوض في غمار الحديث عن المناطقية وحصة الاهتمام الحكومي بكل رقعة من وطننا تحسباً من سوء الظن وكثرة التفاسير في فترة ما قبل الانتخابات، لكن لما رأيت أن الحال هو الحال وأن الصمت الحكومي يزداد يوماً على يوم، وأن عقاب ذيبان عقاب نائب معارض ، وإبعادها عن السّاحةِ الاقتصاديةِ والمشاركةِ السياسيّة ضريبةً لحراكها وددت الكتابة في نية لعل الله يجعل في الحكومةِ أُذناً صاغيةً سامعةً لأغلبيةٍ صامتةٍ.

ليس من الحقيقة في مكان أن حكومتنا لا تعرف لواء ذيبان ؛الحكومةُ تعرفُ ذيبانَ وتعرف ذيبان يقيناً بل ربطت ذيبان بنائبٍ يسمُ نفسه بنائبٍ معارضٍ وهي العارفة بتاريخه السياسي وخلفيته المعارضة ربما أكثر من قاعدته الشعبية- وتعرف ذيبانَ بل ربطت اسمها بالحركاتِ الشعبيةِ التي عمّت الوطن من أقصاه إلى أقصاه أبان بدء “الخريف” العربي.

على أن الذي يقتضي الوقف عنده أن ذيبان ليست نائباً معارضاً – وإنا المختلف معه في بعض مواقفه وطروحاته السياسية والمحب لشخصه في نظافة يده وسمو خلقه -وإن كانت حسبة الحكومة كذلك ففيها نائب آخر كانت مواقفها دائماً داعمة مؤيدة لسياسات الحكومات في جميع دوراتها المنتخبة.

ذيبانُ ليست حراكاً وإذا كانت كذلك في حسبة الحكومة ففي ذيبان من لم يكن مؤيداً لبعض حراكاتها التي كان يقف في صفوفها من له هدف المخالفة أملاً في الوصول أو التخريب والعبث أو تجاوز خطوط الثوابت الوطنية.
وكلنا يعلم أن مجيء حراك ذيبان – الذي كان له الطالع في حركة الحركات الأردنية- فإنه كمجئ غيره من حركات الوطن التي هدفها الوقف في وجه الفساد والمفسدين والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت منسجمة وتوجيهات جلالة الملك في تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لمكتسبات التنمية الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

إذا كانت الحكومة تظن أن ذيبان فقط بعض حركات تجاوزت الخطوط الحمراء التي لم ولن يؤيدها إلا من هرج فيها ، فإن في ذيبان الأستاذ الجامعي المخلص لوطنه ولقيادته وفي ذيبان المهندس المبدع الوفي لثرى الوطن الطهور وقيادته وفي ذيبان الطبيب البارع الذي هاجسه وطنه وفي ذيبان الضابط الذي لا يساوم على وطنه وأقسم بالإله أن يحافظ على الوطن ويخلص للقيادة، في ذيبان المعلم المتميز والمرأة النموذج والعامل الذي لا يقبل لوطنه إلا الشموخ والسمو والعلياء.
ليس من الصواب بمكان أن يُترك لواء ذيبان حصيلة جهد نائب ونحن نعلم أن مطالبه- أقصد لواء ذيبان- يُرهق كاهل أربعة نواب ،وليس من العدل أن يبقى اللواء صراع مناكفات نوابه بين مؤيد ومعارض وكل من يدعي أنه صاحب الإنجاز وإلا لن يكون.
ليس من الحق أن يكون إنجاز الحكومة في لواء ذيبان لا يتجاوز إنجاز بلدية في دورة انتخابية وليس الحجة نائبها وحراكها فقد جرّبت ذيبان فيما مضى خط النائب ذي التوجه الإسلامي والشيوعي وابن النقابة والمستقل وابن الداخلية وابن الجهاز العسكري وصافي ما خرج به اللواء من إنجازات هو حصيلة الزيارات الملكية والتوجهات الملكية للواء.
في ذيبان أغلبية صامتة صادقة لا تحمل أيّاً من التوجهات الحزبية التي من شأنها النيل من الوطن.
في ذيبان أغلبية صامتة تحب الوطن كحبها لقيادته وتدرك حد اليقين معنى الوطن وأمنه وأمانه.
في ذيبان أغلبية صامتة تمسك على جمر الجوع ولا تأكل على حساب الوطن دراهم معدودة.
في ذيبان أغلبية صامتة كل يوم تسمع شماتةَ المحرضين على الوطن وتتجاهل أبواقهم لأن الوطن أولى وأغلى وأكبر.
لنا في الوطن ومقدراته حقٌ كما علينا واجب العطاء والفداء والاخلاص له والولاء لقيادته الهاشمية
لا تجعلوا صوت الوشاة الشامتين يعلو بصمتكم وعقابهم قصر النظر.

مجرد رأي
د.فيصل نايف القعايدة
الجامعة الأردنية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى