
صبة باطون

كل شيء زمان كان جميلاً حتى صبة الباطون او الشممتو وخاصة عندما يأتي وقت الصبة إما تكون يدوية وتسمى الجبلة او بالخلاطة يقف المعمرجي وأصبح الأن يقال له متعهد العمار ويشرف على الصبة , وهنا ذاكرتي تذكر عندما عمرنا جزء من الطابق الثاني وجاء يوم الصبة وكم كانت فرحتي بيوم الصبة كأنه عيد حين تم عمل درج خشبي للوصول لسقف البيت و بدأ العمال وجميعهم عمال اردنيون يصبون السقف يتخللها أهازيج وشروقي واغاني يرددها العمال وهم يحملون تنكات ممتلئة اسمنت ويضعون كيس اسمنت ملفوف ومربوط بأسلاك ربط يربطونها تحت الأبط وعلى الكتف للتخفيف عبء ثقل تنكة الأسمنت . كان العمال فرحين يرددون أغاني ( يا معلم مبروك الدار والسكاير جولد ستار ) و( عمر يا معلم العمار خايفين من ثلج أذار ) ( ولع الباطون ولع اشتغل ولا تقلع ) ( يا معلمنا يا ملهوف ذابح للصبة خاروف ) ( يا معلم يا اللي قاعد ع الكرسي مد ع جيبك واشتري بيبسي ) الكل فرحان والشاي على الفحم بسكر قطر جاهز ورائحة المناسف تعبق في الأجواء فلا عمار وصبة سقف بدون مناسف وطبخ فتلك عادة محمودة في مجتمع أردني جميل وطيب . ينتهي النهار وتنتهي الصبة فهذا يوم جميل اسعد كل أردني بنى بيت العز ، ومن صبة الباطون إلى جبلة الطين وبما ان الزرقاء كانت تشتهر ببيوتها الطينية كان يجب عمل جبلة من الطين يضاف لها التبن قبل حلول فصل الشتاء اي في ايلول ويتم تخمير تلك الجبلة وتهويتها بواسطة الرفس في الرجلين وخلطها بالماء وعند الخلط تخرج رائحة جميلة للتربة تشعرك أن الشتاء قادم حتى يتم صب السقف وتسويتة براسطة المالج , فسقف الطين يتلون حسب الفصول فبعد الشتاء يزدان باللون الأخضر وفي الربيع يزهو بزهور ربيعية وخاصة اللون الأصفر والبنفسجي . فالطين والتبن يخرج من سباته تلك الأعشاب والزهور وكذا فصل الصيف والخريف تتحول الأعشاب للون الصحراوي فتشاهد سطوح البيوت الطينية لوحة جميلة تزدان الزرقاء بها .
الصورة للمرحوم عزت عزيز الحصين ابو موسى وهو معلم العمار الأول في الزرقاء وبنى العديد من البيوت ودور العبادة والدوائر الحكومية وأبع في بناء سينما النصر وخاصة عمدانها الحجرية والتي أخضرت من فلسطين وبيت جالا
