أولاد الشوارع وحذاء الطنبوري / محمود أبو هلال

أولاد الشوارع وحذاء الطنبوري
محمود أبو هلال

هنا. وأعني بالضبط هنا لا أتحدث عن فيلم أولاد الشوارع كواحد من أهم الأفلام التي قدمت في تاريخ السينما المصرية عام 1951، الذي ألفه وأخرجه وقام بدور البطولة فيه الراحل يوسف وهبي. وتدور أحداثه حول ضابط اسمه فايز له طفلان، ويجد طفلًا رضيعًا، فيأخذه ويرعاه إلى أن يعرف والد الطفل مكانه، فيستعيده ويبدأ في تعليمه السرقة إلى أن ينضم إلى عصابة كبيرة…ثم تتوالى الأحداث حتى نهاية الفلم. ولا أتحدث هنا حول دور الدول فى رعاية أولاد الشوارع عموما.
ولكني سأتحدث عن أولاد الشوارع الذين طفحت شبكات الصرف الصحي بعد أن سرقة أغطية مناهلها.
سأتحدث عن حفنة من المتقيئين الثغائين الغثائين المتلونين الانتهازيين الذين ترعرعوا في الشوارع الخلفية، فاكتسبوا ثقافات وتملكوا أدوات مكنتهم من الثراء السريع على حساب أولاد الشوارع الأمامية، فاقتاتوا على مآسيهم، وتسلقوا على أكتافهم، ومن ثم تنافسوا في مضمار إهانتهم كمحاولة لإثباتِ الفهم والوطنية وتبرئة ذواتهم من التسلق والوصولية والنفاق للحصول على مكاسب أخرى.
فئة احتست من حثالة القيم، ونخب شَيدت مناصبها كأوهن من بيت العنكبوت، وتستطيع أن تغيير خطابها ولغتها حسب النص الإنشائي المطلوب،للظهور في واجهة الحدث كلما دعت الحاجة.
لا أدري لما تراءى لي أن أحدا ما سيقذفهم بحذاء أبي القاسم الطنبوري ليخرسهم دفعة واحد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى