
مناسف ما بعد الكورونا
يوسف غيشان
لا أراهن كثيرا على وعي الإنسانية ولا اعتقد ان تغيرات جوهرية كثيرة ستحصل في مجتمعات ما بعد الكورونا المستجدة، وقد مرت الإنسانية في عدة جائحات، ابتلعت الملايين من الضحايا. وكانت حليمة البشر تعود دوما لعادتها القديمة، لا بل تتضاعف ممارساتها الخاطئة والمتهورة.
محليا، أخشى ان تختفي عاداتنا المهيبة في ازدراد المنسف باليد وبشكل جماعي، أخشى ذلك لأن المنسف يشبهنا تماما، وأخشى أن ننقرض تاريخا وحضارة اذا غيرنا طريقة تعاطي المنسف تماما، ولذوي القلوب غير الضعيفة أقول:
ثانيا: ان المنسف هو شكل الديمقراطية العربية وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية، لكنه يعتمد نظام الطارات… الطارة الأولى من كبار القوم ثم من يليهم ومن يليهم ومن يليهم…
ثالثا: حينما يجتمع الأصدقاء على المنسف، يقوم كل طرف بتفتيت اللحم ووضعه أمام الآخر الذي يقوم بتليينه بالمريس ثم يجعله على شكل كرة ويزدرده، بينما، حين يجتمع الأعداء، فإن الأول يقص اللسان ويأكله وعينه في عيني الآخر، فيما يقوم الآخر بسحب العين وأكلها وعينه في عين الآخر.
رابعا: سبب استمرار الخلافات العربية العربية ان المسؤولين العرب لا يجتمعون على المناسف بل على بوفيهات فخمة، مما يجعل اللقاءات غير مثمرة…
خامسا: الصراع العربي الإسرائيلي لن يحل بالمفاوضات، لأن اليهود لا يأكلون المناسف حسب شريعتهم المستمدة من أصول فرعونية (حرام طبخ لحم الخروف بحليب أمه) ولا فرصة اذا لتحرير فلسطين سوى القتال في سبيلها.
أما، أولا، التي تجاهلتها في البداية، فهي ان كل ما قلته هو حكي فاضي ولعب في الوقت الضائع، لحين تحرير كامل التراب الأردني من الكورونا.
وتلولحي يا دالية

