النائبة مروى …تُعريّ الفكر الذكوري غير السويّ اردنيا..

النائبة مروى …تُعريّ الفكر الذكوري غير السويّ اردنيا..
ا.د حسين محادين

1- من هنا، وبعيدا عن الملاحظات التي أثيرت وصاحبت الانتخابات النيابية قبل ايام حيث تعددت وتوزعت اراء الأردنيين حولها بين مُقاطع ومشكك، راسب فيها او فرح بنجاحه نائبا فيها.
أقول لقد فازت المهندسة مروى الصعوب من دائرة الكرك بأعلى اصوات الكوتا في دائرتها، لذا كان من الطبيعي ان تشرع المحطات الفضائية في استضافتها في برامج مباشرة للتعرف عليها كنائبة جديدة،والتعريف بها للمشاهدين كقائدة نسوية واعده، وفي اثناء حديثها قبل يومين وللمرة الاولى امام كاميرا احدى المحطات الاردنية، تلعثمت مروى بكُليمات وهذا متوقع ومتكرر غالبا معها ومع غيرها، لكن الموجع في هذه الحادثة هو “وثوب/تنمر” الكثير من الرجال وثلة من النساء المحبطات للاسف وعبر وسائل الاجتماعي نحو اقتطاع ونشر اللقطة التي تأتات بها سعادتها فقط واعادة بثها بصورة مذهلة، اكاد اقول انها قد اصبحت فيه هذه اللقطة المنتقاة بسوء عنوانا بصريا طوال الايام الماضية لوسائل الاعتداء الاجتماعي ، مركزة على تلعثمها فقط، دون بقية حديثها النوعي للانصاف الذي تضمن مغالبتها لواقعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الضاغط عليها كأنثى في مجتمع ذكوري قامع ومشكك بقدرات ونجاحات النساء غالبا، رغم أن مروى تعد انموذجاً مقدرا للمرأة الاردنية الجريئة التي تمكنت بأصرارها ودعم اسرتها المنفتحة من النجاح في الكثير من محطات حياتها حتى اصبحت نائبة وطن قبل ايام قليلة.
2- كنت اتمنى ان يؤمن الفكر الذكوري المتنمر وبخواء معرفي في مجتمعنا الأردني وبوعي حقيقي اجدى لنا جميعا ، بأن المرأة الاردنية اي كان عملها فهي انسان اولا،وان من الممكن ان تُصاب بالارتباك اثناء حديثها عبر الفضائيات او امام الجمهور، وأن نسأل انفسنا كأباء واخوة ذكور، لماذا يمكن ان يحدث هذا لاحدى بناتنا او اخواتنا وحتى زوجاتنا…أوليس بسبب انماط تربيتنا غير العادلة لهن منذ طفولتهن، انطلاقا من طبيعة التمييز والنظرة غير الواثقة بقدراتهن كأناث التي نُعرضهن ونكسبهن اياها أسرنا الاردنية عموما مقارنة باخوانهن الذكور فقط لأنهم كذلك، ودون اعتبار لملكات ومهارات وشهادات ابناءنا الادائية من الجنسين في البيت وعلى مسرح الحياة الاشمل؟.
2- كنت اتمنى ان يوسع المتنمرون الهشون من الرجال المتعلمين مداركهم، وان يحللوا لانفسهم اولا ، لماذا لم ينجح في مجلس النواب الجديد اية أمرأة انسانة خارج الكوتا المحدودة مقارنة بنسبة النساء الحقيقية في المجتمع سكانيا وهي التي تقارب50%، اي على اساس المنافسة كما كان في المجلس السابق مثلاً، وماذا تعني هذه النتيجة وعيا وتنمية لواقع مجتمعنا الاردني راهنا وفي المستقبل، وهل تستقيم مثل هذه النتيجة القاصرة والمعريّة لزيف وعينا الجمعي كمجتمع اردني ذكوري شاب وذا نسبة مرتفعة من التعليم نتشدق بها مواطنييم ومسؤولين ومؤسسات مجتمع حزبية ونقابية ومدنية،وكأن النضج الانساني علماً وانتاجا وحضارات مدنية يُقاس باعداد كراتين/ الشهادات الحقيقية للخريجين لدينا، وليس بقيمة ومكانة الانسان -رجل وامراة- كونه انسانا على الدوام.
3- هل يعلم المتنمرون على المرأة الاردنية عموما، النائبة مروى الصعب كمثال هنا لا اكثر، ان نسبة مشاركة المرأة الاردنية في سوق العمل والانتاج المنظور اقتصاديا قد تراجعت في الثلاث سنوات الاخيرة للأسف من16%الى14% وفي مجتمع شاب نسبة التعليم فيه مرتفعة، وماذا يعني هذا من منظور نفس ثقافي واقتصادي..يعني ان لدينا خللا في طبيعة انماط التنشئة الاجتماعية والاقتصادية اثناء خبرات طفولتنا وما زالت للان كمجتمع اردني من حيث قصور نظرتنا وايماننا في قدرات المرأة الانسان من جهة، ومن الجهة المتممة الاخرى ،ان البناء الذهني والسلوكي في مجتمعتنا الشرقي مختل، اذ لا يجوز ان يستمر تفكيرنا الجمعي بالسير على ساق واحدة او التنفس برئه واحدة، او النظر للامور الانتاجية بعين ذكورية واحدة فقط. فهل نحن متفكرون او جادون في تعديل وعينا وسلوكاتنا الحياتية نحو ضرورة التوازن في تعاملنا وتقديرنا لانسانيتنا ذكورا واناث؟
اخيرا، لا للتنمر اللفظي ام البصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اي انسان رجلا او امراة، نعم لممارسة قيم المساندة الاخلاقية واحترام اسهامات الاخرين كل في موقعه، وكلنا عُرضة للتأتاة او السهو، ورُب كلمة/صورة مؤذية لغيرنا تقول لصاحبها ومطلقها دعني…فهل نحن فاعلون..؟.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى