إلى عبدالباري عطوان / وصفي خليف الدعجه

إلى عبدالباري عطوان

قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة رأي اليوم بمقال له بتاريخ (٢٢_١٠) :

(أكد لي مَسؤولٌ أُردنيٌّ كبير التقيته في لندن الصيف الماضي، أن أكثر ما يُقلق الأردن هو انقلابُ إسرائيل ضِدّه وانتهاء دَوره كـ”وسيطٍ” بين إسرائيل والدّول الخليجيّة، لأن هذا يَعني تجاوزه سياسيًّا واقتصاديًّا، وتَهميش نُفوذه وإضعافه).
واضاف عطوان (ما يُقلقنا والكَثير من الأردنيين والعَرب، أن عمليّات التّغييب للأردن عن السّاحتين الإقليميّة والدوليّة، تَمر دون رُدودِ فِعلٍ تَعكس قَلقًا حَقيقيًّا في أوساط النّخبة الحاكمة، تتوازى مع إجراءِ مُراجعاتٍ علميّةٍ مَوضوعيّةٍ لكُل السّياسات والمَواقف التي أدّت إلى هذهِ المُحصّلة).
وقال عطوان (كاتبٌ أُردنيٌّ كبيرٌ مَعروفٌ بصِلاته مع أركان الدّولة الأردنيّة، لخّص هذهِ الحالة بدقّةٍ عندما قال بالحَرف الواحد “انتقلنا من مَرحلة التّغييب والتّهميش إلى مَرحلة الاستهداف حيث أن الجَميع انقلب علينا”، وأضاف “في قضيّة جنوب سورية على سَبيل المِثال لا أحد يَتشاور مَعنا، وقرار فَتح معبر نصيب الأُردني السّوري لم يَعد في أيدينا.. حتى الإسرائيليين لم يَعودوا ينسّقون مَعنا، باتوا يُنسّقون مع الرّوس.
لقد اعجبتني كثيرا هذه التحليلات (العطوانيه ) عن اوضاع الاردن السياسية والاقتصاديه والتي اعتمدت على آراء كاتب صحفي ووزير سابق لم يذكر لنا من هم واكتفى بهما للغوص في أعماق البحار والمحيطات الاردنيه و بنى على اساسهما اوهامه (الوهم تلو الوهم ) في مقاله وبدأ يسرد لنا كعادته تفاصيل لا تمت للواقع بصلة.
ويبدو أن عبد الباري عطوان تناسى في تحليله أن يذكر أدوار كثيره للقيادة الاردنيه على المستوى العربي والعالمي ومدى تأثيرها عليهما فالأردن طوال السنوات الماضية وحتى الآن هو اللاعب العربي الوحيد الذي يعرف من أين يبدأ وإلى أين ينتهي؟ ومتى يظهر ويقود الأحداث والمبادرات في المنطقة والعالم ؟ومتى يكتفي بمراقبة الأوضاع بالمنطقة وتطوراتها دون أن يكون لاعب أساسي في الملعب بصورة علنية وظاهرة لأن مصلحته العليا تقتضي عليه ذلك، وهذا الذكاء والدهاء معروف عن الاردن ولطالما قام به وبمنتهى الحرفية والمهنية السياسية مما أدى إلى تحقيقه مكاسب سياسية كبيرة حظي من خلالها على احترام وتقدير المجتمع الدولي والعربي والإسلامي.
الاردن يا عبدالباري عطوان لا يحب التباهي والافتخار والزهو وتمجيد أعماله وأفعاله وأنما يعتمد على الواقعية بالتعاطي مع كل الملفات في المنطقة والعالم وينطلق في ذلك من ثوابت ومبادئ ألتزم بها منذ تأسيس الاماره أوائل العشرينيات من القرن الماضي وهو يصر على أن يبقى دولة لها احترامها بالعالم ومكانتها وسيادتها على قرارها ولهذا فإن سياسة الاردن قائمه على الاتزان والتوازن في القضايا العربية والعالمية وبعيدا عن الصدام والاهتزاز بالمواقف وآلية العمل مما جعلها تكون محل احترام وتقدير الجميع وتحظى بالأعجاب والثناء من العدو قبل الصديق.
كان على الصحفي المخضرم عبدالباري عطوان أن لا يقع بهذا الخطأ الفادح في كيل السلبيات ومحاولة التأثير على الرأي العام بأسلوب الدعاية السوداء والتي تعتمد في أسلوبها على حقائق عامه تبدو صحيحة و يتداولها بعض المغرضين من باب الحقد الدفين للحصول على منافع ومكتسبات وأشياء أخرى أو لمجرد الصيد بالماء العكر وإثارة الفتن والبغضاء في المجتمع .
أن استغلال أوضاع الاردن الصعبة ومحاولة النيل منه من خلالها لهو لعبة معروفه ويدركها الاردن جيدا ولطالما كان الاردن واستقراره الأمني هدف أساسي في اجندات إسرائيل وانصارها من الأعراب ومن أقرب الناس إليها وممن تررعع بها وشرب الماء من عيونها ولكن أصله المشكوك فيه يرده مع كل حفرة سوء يظن أن الاردن لا محالة واقع فيها ولكن هيهات أن يقع الاردن وهو الذي صنع أمجاد الأمه العربية المعاصرة بمواقفه وشجاعته وثباته على الحق ومهما حاول أعدائه من تثبيط عزائمه وايقاعه وغدا نلتقي .
اكتفي بهذا القدر والمستقبل القريب يحمل الكثير من المفآجات الساره للأردن وشعبه بعون الله وتوفيقه

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى