لعلّ دقّاتي تظفر بشيءٍ من أنفاسِك / #كامل #النصيرات
وقف قلبي أمامي واضعاً يديه على خاصرتيه وخطب بي عند الفجر هذه الخطبة بصوتٍ ترتفع طبقاته مع كلّ جملة بما يشبه الردح:
اسمع أيها المعتقِدُ بأنك تحبّني.. أنا لا أريد أن تأخذني معك على كلّ مكان؛ هل تعتقد أنني أحب الشحططة ؟ أنا لا أريد ذلك..أريد فقط أن ترتاح دقّاتي بجانب أنفاسك في آخر الليل..!
لماذا تأخذني وتلفلف بي تحت المطر؟ هل تعتقد بأنني أحب المطر إلى هذه الدرجة..؟ صروعتني ووحّلتني.. لا أريد ذلك.. أريد فقط دقّاتي مع أنفاسك آخر الليل..!
ألم تشبع مسلسلاتٍ وأفلاماً.. كرهت المسلسلات والأفلام من ورائك.. كرهت كلّ الممثلين و المخرجين والمنتجين واللوكيشينات..! أنا أصلاً عمري ما أحببتُ التلفزيون .. حرام عليك يا شيخ؛ ارحمني.. أنا لا أريد ذلك.. أريد فقط دقّاتي تتوالف مع أنفاسك آخر الليل..!
لماذا حظّي من الدنيا أنا أكون مع رجل مثقّف.. يقرأ ويحلّل ويكتب ويريد أن يصبح عبقريّاً.. أريد رجلاً جاهلاً متخلِّفاً..لكنه في آخر الليل يجمع دقّاتي بأنفاسه..!
هل تعتقد أنني أشتغل معك طوال الوقت حُبّاً في الشغل معك؟ أفرح معك وأحزن معك وأتلقى الصدمات معك ولا يغمض لي جفن معك .. لا يا سيدي؛ أنا أفعل ذلك لأنني «أتفشّش» فقط.. أقتل الوقت كي يأتي ما تبقّى من الليل لعلّ دقاتي تظفر بشيء من أنفاسك..!
يا سيدي؛ وأنا قلبك؛ ما عدتُ احتملك.. وأخطأتُ باختيارك وكل الذي أطلبه الآن إجازةً منك لعلي أعيش وحيداً بعيداً عنك كي أحلم أن ليلاً أتى وفي آخره تشتبك دقّاتي بأنفاسك..! هذا كلّ ما اريد..!
وفكّ القلبُ يديه عن خاصرتيه..وحمل كلّ شرايينه وخرج..!