تكليفنا بجهود وضع قائمة بالجماعات الإرهابية في سوريا أمر يجب ألا نقبل به؛ لأنه سيعرضنا لتهديد نحن بغنى الدخول في قلبه.
الولايات المتحدة عندها قائمة وخبرة في تصنيف الجماعات، كما ان الاتحاد الاوروبي يملك واحدة، وكذلك روسيا فلماذا تناط المهمة بنا؟.
قد ينظر البعض المتشجع للخطوة انها فرصة لاستعراض قدراتنا الجيوسياسية من ناحية، وأن الطلب يأتي في إطار من تقدير قدرات الأردن الأمنية.
كما يحاول هؤلاء ان يتناولوا المسألة ببساطة، ويروجوا لها على انها خطوة تقديرية لموقف الأردن المتوازن من القضية السورية، وبالتالي قدرته على مسك العصا من الوسط.
المهمة إشكالية وفيها أفخاخ كثيرة، كما انها ستوسع لدينا دائرة الخصوم، لتمتد من التنظيمات الى الدول الراعية لها وغيرها من المتاهات.
مهما وضع الأردن من تصورات، ومهما حاول ان يقدم مقاربته ستكون الكلمة النهائية للدول العظمى وسنتحمل نحن وزر خياراتهم.
هذا الى جانب اننا وإن كنا نملك الخبرة الكافية من أجل إجراء التقييم إلا أننا لا نملك الثقل في فرض تلك الرؤيا، وهنا نسأل هل نحن مجرد واجهة ام مرحلة لما قبل خلاف القوى الفاعلة؟.
لست مع قبول المهمة ولا مع اللهاث وراء «مكافحة الفساد» فلسنا بحاجة لصناعة أعداء جدد لا سيما اننا ومنذ سبتمبر 2001 لم نستفد لا فتاتا ولا أكثر من ذلك.