رسالة من فوق الماء الى الحاكمة بلقيس …عتبة شقارين

رواياتٌ هي الأوجاعْ
… أتُرى روايتي وجعٌ هي الأخرى

وهل لهذه الأوجاع أن تغادرني من بعد ما
خُتمت

رواياتٌ ستضحكنا
رواياتٌ ستبكينا

رواياتٌ تجفف ما تبقى من دموعٍ
في مآقينا

مقالات ذات صلة

رواياتٌ تشابهنا
تحاكينا

رواياتٌ تعذبنا
تقاضينا

رواياتٌ

كيف ما رويت

وأينما رويت

دماءٌ من حيائنا صدئت

شفاهٌ تهتف للمَلكيَّة الحمراء
ما خرست

رواياتٌ
سنخفيها و نخفي سرنا معها
ستفضحنا وان خُفيت

رواياتٌ

لمملكةٍ على ضفاف النهر

قد حطّت

لمملكة بها بلقيس
قد رقصت

على اتراحنا السوداء ما تعبت

أيا بلقيس
تلك بلقيس لنا أخرى
في رغداننا المعمور قد رغدت
وما رقدت

في عمان قد عاثت وقد فسدت

وعمانُ التي حكت لنا قبل الفجر
أغنية مشوهة بذكر محاسن الملكات
قد كذبت
وما صدقت

أيا بلقيسَ مملكةِ الخطايا
عمان مدينتي بين البغايا
اراها هناك بين براثن القوّاد قد أُسرت

أيا بلقيس
دليني فلست اعرفها

هذي الكأس فارغة و احسبها
تغريني سأشربها
تحدثني أحدثها

عن الخصيان في قصرك
عن الفستان الذي خاطوه مشتعلاً
حتى يكون مطابقاً للنار في
شعرِك

وعن جزرٍ سمعناها تنادي اسمها باسمِك

أيا بلقيس

هذي الكأس تخبرني عن البدوي في رأيِك

عن الرعيان من قومِك
هل ثاروا على جورِك؟

وهل شتموك حين رأوكِ ماشية ً
بنصف الفخذ عاريةً
معزيةً بهم حفلك ؟

هل أبصرت في أحداق بدويٍّ من الآهات
والعبرات والعثرات ما يُضحِك ؟

أيا بلقيس
يا من كنت ضاحكة على الفقراء في الصحراء
من أرضِك

هي الأحزان لا تُضحِك

أيا بلقيسنا الأخرى

خذي الأنباء عن نبأٍ

أفادت نشرة الأخبار في سبأٍ

بأن البدو قد ثأرت

وان عبيدها كفرت

وأن كلابها زأرت

قيود الخوف قد كسرت

ومملكة مبجلة على أعقاب من ملكوا

باسم الرب والاديان قد سقطت

هذي هي الأنباء من سبأٍ
بها بلقيس ما علمت

فقد كانت في بلاد الروم منشغله

تنفي حرق قريتها
وقريتها أمام الناس مشتعله

لتخفي ما تبديه جهرا من أسرار عورتها
وعورتها من الملبوس مبتذله

يكفي يا بلقيسَ المملكةِ المحكومةِ بتفردِ كل طغاة
الشبق المنصورين بفتحٍ عُذريْ

يكفي هذا الصمت يداعب شفتي
يعربد مقتحما جُدرَ الخوف الوهمي
ا
لآن الآن سأكشف عن كُفريْ

هذا الساق الملفوف على الخلخال
به الأحجار المسروقة من طابون القدماء
الفقراء كفقريْ

وهذا النحر المثقل بالياقوت الاثمن
والمصقول بنحريْ

مأخوذ
من وجع المرجان
المقهور كقهريْ

حتى الأصباغ على وجنة هذا الوجه الملكي
الزائف
من طين البحر الميت من بحريْ

يا بلقيس أيا صاحبة الجسد العصريْ

وطني ملبوس بالتفصيل على جسدٍ
لا يُغري

ولذلك أخلع وطني بهدوءٍ
حتى يعرى بهدوءٍ
هذا الوطن المكسيُّ
بهذا اللبس القسري

لولا بلقيس تعرت

لما كان سيعلم هذا البدوي بما كان يحيك بجنح الليل
بنو هاشم

مع تغلب كي تقع خزاعة في الفتنة مع بكرِ

وما كان سيؤمن هذا البدوي بأن الفرصة كاملة للرد الفوريْ
منتظر
منتظر
منتظر يا بلقيس

منتظر من هذا البدوي الساخط أن يشرع بالردِّ الثوريْ

الشاعر عتبة شقارين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى