روجير فيدرر .. حكاية من الإبداع…..سامر جرادات

الملك عاد ليتسيد ساحة الحرب التي توجته إمبراطوراً على ملاعب الكرة الصفراء.. حقيقة ليس هناك أمتع من هكذا سيناريو، تفوق وهيمنة كبيرة على الخصم الرائع و العنيد المصنف الأول عالميا نوفاك دجوكوفيتش في نصف نهائي ويمبلدون، فيدرير لم يكن مقنعاً فحسب بل تخطى ذلك بدرجات عندما أعاد لنا ذكريات الزمن الجميل عبر أداء متزن ونسق مرتفع وأخطاء مباشرة تكاد تكون معدومة.

العجيب في قمة النصف نهائي هو سيطرة فيدرير على تبادلات الخط الخلفي عكس ما كان يعتقد المحللون والنقاد بان النقاط والتبادلات الطويلة سترجح كفة الصربي بكل تأكيد! المجموعة الثالثة قدمت للمتابع لمحات فنية رائعة من اللاعبين وتبادلات عميقة و دقيقة، كوكب التنس أحكم قبضته على النقاط الهامة والمصيرية في المجموعة بواسطة ضربة ((الباك هاند)) التي ينصب عليها تركيز الخصوم باعتبارها نقطة ضعف في أدائه، الأمر الذي ألقى بظلاله على قدرة نولي الذهنية مما جعله يبدوا شاحباً مرتبكاً في المجموعة الأخيرة فالورقة الرابحة التي بيده أضحت علامة مضيئة في سماء المايسترو تماماً كأعوام 2005 و 2006 و 2007.

الإرسال الأول كان سلاح قوي بيد كوكب التنس مما هيأ له الهدوء الكافي للفوز بشوط إرساله، رغم ان مجريات المباراة بينت لنا حاجة نوفاك للإرسال الأول بشكل أكبر من فيدرير لما عاناه الصربي من ضربات فيدرير العميقة وتركيزه المرتفع بالتسديدات المتنوعة. روجير أثبت للجميع قدرته الكبيرة على مواجهة النجمين الأفضل في عالم التنس خلال الوقت الحالي حتى وهو على أعتاب عامه الحادي والثلاثين!

الأسطورة على بعد خطوة من تسيد زعامة الكرة الصفراء من جديد ومعادلة وتحطيم المزيد والمزيد من الأرقام القياسية.. في حينها سيرد وبشكل قوي على كل من شكك بقدراته وكل من طالبه بالاعتزال حفاظاً على ماء الوجه!

فيدرير أرجوك استمر، يكفينا رونق المضرب وهو بين أناملك ..

———————
سامر جرادات
SamerJaradat88@Yhaoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى