لا و الف لا لمشروع “اردوسطين” و التوطين

لا و الف لا لمشروع “ #اردوسطين” و #التوطين….

بقلم #عبدالفتاح_طوقان

ما يحدث علي الساحة الاردنية مؤشر خطير علي ضياع #الارض و اغتصابها من اصحابها الاصلاء وقد خطط له من الاربعينات و ليس وليد اللحظة و لا ضغط #صهيوامريكي كما يقولون ، ولا هي ادعاءات وتهديدات نقل #الفلسطينيين الي #الاردن وما يطلق عليه الترانسفير الذي يحذرون منه.

القضية ابعد من ذلك ، وتمت على مراحل و عبر اتفاقات و استسلام و حروب ، انها دمج #الفلسطينين في الجسد الاردني بعد ازهاق الروح الاردنية تحت مسميات دمج اللاجئين و مغالطات مقصودة مثل ” ادعاء حقوق منقوصة ” و محاولات لتسليم و استلام كل مناصب الدولة عبر العصور من رئيس مجلس النواب الي رئاسة مجلس الاعيان الي رئاسة الوزراء و غيرها، و محاصصة في النقابات و الجمعيات و المقاعد و كل هذا قبل ان يضر بالاردن الصامد باهله و عشائره يضر بفلسطين ، اذا ينهي موضوع العودة و حق تقرير المصير .

مقالات ذات صلة

و للاسف كل من يشير الي ذلك يتهم بانه من دعاه الفتنة رغم ان الحق و الحقيقة انه من دعاه الحفاظ علي الوطن الفلسطيني المغتصب و علي قومية و عروبه فلسطين التي تقلصت ارضا و شعبا الي حد انها لم تعد بتنازلات و خيانات اسلوا سوى شبه رئاسة جمعية يطلق عليها اسم ” سلطة فلسطينية” .

و المبكي حقا هو انه لم يعترض علي ذلك اي من الفلسطينون اللذين تمرغوا في جنة الاردن واحتلوا كل مناصبها و حققوا ثرواتهم من خلال ذكائهم و جهدهم لكن بمسانده من الاردن التي منحتهم الوسيلة و التـي هي ” جواز سفر محترم عالميا و مقدر و ذو قيمه عالية ” تمكنوا بالتحرك به و دخول الاسواق العالمية و العمل في دول الخليج و في المقابل لم يحصل الاردن علي اي شيء .

تلك حقيقة تاريخية اخرى و فضل من افضال الاردن شعبا و ملكا علي اهل فلسطين ممن هجروا و استقبلتهم العشائر الاردنية و قاسموهم كسر الخبز و المياه .

الاردن الوطن و الارض بلدا عظيما بعشائره و اهله و اصلائه ، وهو بالف من حاتم الطائي و قد غرر به و تحمل، الي الدرجة ان يقال ان نسب البطاله مثلا تتجاوز ٤٠٪ واضعين في الاعتبار الاردنيين من اصل فلسطيني ، فقد اصبح الفلسطيني اللاجيء يدرج ضمن الاحصائيات بينما المفترض الا يكون ، و اصبح الحكومات تتحدث عن وزراء بين الست و السبع من الوزراء في كل حكومة من اصل فلسطينيين و كأنها “خاوة” و هنا لا نقلل من قيمة البعض و لكن نذكر حقائق تاريخية .

لا ياساده الاردن للاردنيين و حق كل فلسطيني ان يعود الي وطنه لا ان تولد اجيالا – نحن في الجيل الرابع منهم- يعتبرون انفسم غصبا عن التاريخ انهم اردنيون و ان الاردن هو بلدهم و يتناسوا ان فلسطين هي وطنهم و مكان عودتهم لا الاردن هو موطنهم .

المشكلة في الخلط التاريخي السياسي بين اين يقيمون لا اين يستوطنون و يجب اني يعي الساسة الا يتم توطينهم و منحهم هويات اردنية تسمح لهم بالترشح و الانتخاب و حق الوزارات و عضوية الاعيان هناك فرق.

بلدهم من منطلق قومي عروبي اسلامي هو فلسطين و يجب ان نرفض بشدة مشروع التوطين و الوطن البديل و المستقبل الذي خطط له من الاربعينات ان تصبح الاردن ” اردوسطين”.

لو اجتهد فلاسفة من تولوا مناصب ادارة الحكم ومن استلموا الشؤون الفلسطينية ووزارات التنمية السياسية و تمعنوا- في بعض و ليس كل ما كتب علي الاقل – لوجدوا ان الاستراتيجية الصهيونية هي اقامة دوله على منطقة “عبر الاردن” لتكون بوتقة صهر الاردنيين الاصلاء و الفلسطيين بداية ملامحها من السياسي البريطاني اليهودي هربرت صموئيل الذي اصدر قانون الهجرة المنظمة لليهود الي فلسطين في ٢٥ اغسطس ١٩٢٠ و تهجير الفلسطيين الي عبر الاردن الي رغبات امريكا بتوليهم مناصب رئاسة الحكومة و الاعيان و الحكومة و غيرها الي اكذوبة ” الهوية الجامعة” التي هي بمثابه حصان طرواده و قضية ” دمج اللاجئين ” عن اي دمج و اي لاجئين يتحدثون ؟؟؟

بول ريفلييد يهودي صهيوني حاصل علي دكتوراه في القانون و عمل في جامعة هارفرد و له دراسة هامة صدرت في نهاية الاربعينات و بداية الخمسينات حصل بها علي شهادة الدكتوراه و اصبح بروفيسور كانت تتحدث عن ” عبر الاردن ” و كيف سيتم تطويعها ودورها في الحفاظ علي الكيان المصطنع الاسرائيلي علي ارض فلسطين في المستقبل و هو ما يتم الان، و هو الذي وجه الطالب و المحامي انذاك هوارد جريف ان يضع كتابا بعد دراسات و بحوث استمرت اكثر من ١٧ عاما بعنوان ” الاساس القانوني لاسرائيل و حدودها بموجب القانون الدولي .

“هوارد ” طلب منه ان يكتب فقرات من خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحم بيجين في معاهده السلام المصرية الاسرائيلية المعروفه باتفاقيات كامب ديفيد الموقعة في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨، و فقرات من خطاب رئيس وزراء اسرائيل و رابين في معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في ٢٦ اكتوبر ١٩٩٤

هكذا يخطط و يطلب الي خبراء و قانونيون ان يساهموا في كتابه كل حرف و جملة في خطاباتهم في الوقت ذهب المفاوض العربي فاضي المتاع فقط للصور حيث قال كيسنجر وزير خارجية امريكا لو كنت محل المفاوض العربي لحصلت علي الكثير مما تنازلوا عنه باسرع مما توقعت اسرائيل و ذكر بالاسم روساء الدول المتسرعين بالتنازل لاسرائيل ،وهي مصيبة اكبر من الاستسلام ذاته الذي اعتبر نصرا زائف

اقصد القول ان القبول بالدمج و التوطين و الحقوق و المساواة هو خيانة للقضية الفلسطينية واغتصاب للاردن الذي شرع ابوابه لاستقبال اللاجئين المشردين و المهجرين و المطرودين من وطنهم السليب فلسطين، لذا لا و الف لا لمشروع” اردوسطين” و ستبقي الاردن للاردنيين و فلسطين للفلسطينيين و يجب ان يدرس ذلك في مناهج وزارة التربية و التعليم و ان تنشر ثقافة فلسطين و العودة اليها جنبا الي جنب ثقافة الاردن للاردنيين، هذا لا يتعارض مع الترحيب بكل العرب و اللاجئين في بلد الحشد و الرباط باعتبارهم ضيوف الي حين ، لا اصحاب الارض فالارض الاردنية لها عشائرها و اصحابها الاصليين .

Aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى