لا لعيب لا خريب / خالد عبدالله الزعبي

لا لعيب لا خريب
ايام الفيدوس … (العطلة الصيفبة )كان الواحد منا يجد لنفسه فسحة من الوقت ومبررا طبيعيا للخروج عن الروتين وسلطة المعلم والمدرسة وولولة الاهل اقرا يا ولد وادرس يا ولد … طيلة ايام السنة المملة ثقيلة الظل عديمة الراحة … وما ان كنا ننهي امتحان اخر يوم وعادة ما يكون فن ومهني الا وتجد ساحة المدرسة اصبحت مطارا لهبوط طائرات الورق المتطاير من الدفاتر الممتلئة بارق النسخ والواجبات ومن صواريخ الكرتون لاضابير الامتحان ….
من صبيحة اليوم التالي تترس الجيوب بالدواحيل ويتمترس الصبية في الازقة والحواري والتي بالعادة ما تكون ترابية فينقسموا الى قسمين للعبة المور … او طابة الشرايط او الكيزة …. وما ان يتم ترتيب الفرق ويدخلوا لأرض الملعب يأتي صاحبنا فغاغا من بعيد غايب فيله وبعد ان وجد نفسه خارج اللعبة وعادة ما يكون اقصاؤه من اللعبة قد جاء مقصودا اما لحدية تعامله او لمشاكسته وشغبه وعلى الأغلب مايكون السبب لتياسته .. يأتي ماطا لرقبته لخارج حدود كتفيه متذمرا معترضا ويقف في وسط اللعبة حاملا حجرا بيد اليمنى واخر بيده اليسرى وهو يصيح لا لعيب لا خريب …. مما كنا نضطر الى مداراته ودفعا لجهد البلاء ودراءا للمشاكل باشراكه باللعب وهو يعرف بقرارة نفسه انه ثقيل الظل وانه زيادة عدد وفي اغلب الحالات كان يفسد اللعبة ويعكر الأجواء … وتنتهي اللعبة قبل موعدها ….
كثيرون هم اتباع فغاغا في هذا الزمن وخصوصا في مثل هذه الأجواء اذ تتفق البلدة او العشيرة وترتب رجالها لخوض الانتخابات حديث الساعة ويجمعون على من يطرح نفسه ويجدوا به الكفاءة ليخرج احدهم (غائب فيله) ويرمي بظله الثقيل على ارض الواقع لا لعيب لا خريب فياتي اما من تلقاء نفسه او مدفوعا من غيره وممن يؤرق صفو خبثهم اتفاق الناس ،فيتهاوى البنيان وتشيع الفتنة بين الناس
وهات قطبها …. فيدخل اللعبة وهو يعلم بثقالة دمه وبخسارته وخسارة بلده
ايها الناس فغاغا حيا يرزق بينكم فاحذروه….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى