لا تغض الطرف
أسامة أبو احسيان
أنا أبن أمي…
ليلٌ ينجلي ربيعًا
بصوتها
وتكبرُ فينا طفولتِنا
لغتي من دفء معطفِها نُسِجَت
بعدما تلعثَمْتُ حقيقةً
هكذا نقولُ ل بابِ الجنةِ…
عودُ الميرميّة، المغليّ بالدعواتِ
النظراتُ على البابِ الحديديّ
قرصُ السبانخ، تجدهُ يصلُ قبل همسِها؛
عندما كنتُ جائعًا وهي تقول على النافذة
“وضعته بجانب حروفك”
نظافةُ ديوان درويش،
وأحمد مطر،
ورواية الخبز الحافي
عودةُ صورتِك الطفولية على الحائط المهتز،
بلمساتِها
وأسئلةٌ عن يومكَ…
كيفَ كان؟ وكيفَ سيكون؟
أنينَك… هو زلزالٌ في الوجودِ
مرضُك… موتٌ قبل الخلودِ
أمي أنا
تحذّرني من الكتابة
ومدحَ النساءِ أمامَها
والصمت الطويل
شعاعُ الشّمسِ يجمعُ شروقُها،
ويخزّنُها في غروبي بعد الانطفاءِ؛
فأشرقُ من جديدٍ
لا تعتذر إلا لأمك…
هل نسيتَ الخطَّ المتقاطعَ
إلى لقمةٍ أخيرةً في الصّحن
فتترُكها لك؟!
كيف تجاهلتْ ذرّة الخوفِ من الرّياحِ
على حيّزِك الطولي؟!
ولماذا لم تسجل لها لعبةَ التمثيلِ الدبلوماسية؛
مسحَ الستارُ من انكسارِها الداخلي؟!
تعلمُ… ما لا تنطقه ذاكرتِك
تنفذُ… ما لا تستطيعُ التفكيرَ به
وجودك… سطر من وابلِ نبضِها
سوسنةٌ تحملُ وصيّة
وتقولُ هو ابني بشهادَتهم له
لكن صفاتي هي من تربّيه
لا تغضَّ الطرفَ أنا ابنُ أمي
ولا تعتذرْ إلا لطرفِها.
#أسامةأبواحسيان