بلاد العرب لست أوطاني
شبلي العجارمة
من سيحاکم فخري البارودي علی هذا النشيد الهش ,علی غزل الأمل فوق هامات الشوك المحترق ?,هل نحن من خذل الشاعر والقصيدة أم أنهما هما من کذبانا خبر جهيزة حين قطع التطبيع قول کل خطيب ?, علی إيقاع هذه القصيدة صادروا فلسطين وشردوا شعبها ونسفوا تاريخها السماوي الحر ,علی وقع هذه الأبيات انفضت بکارة عروبتها ورفع ثوب سترها الدخلاء بعصا العرب بعد أن رحل المعتصم وسيف الدولة والرشيد ,علی طحن الرحی لهذه الأهزوجة تعالت الأسوار وتوعرت الحدود وتم رفد منافذ بلاد العرب أوطاني بجحافل الجند وطلاٸع الجمارك وکوکبات الحرس الحدودي ,جواز العبور لبلاد العرب أوطاني حلم مستحيل لمن تغنوا بهذا النشيد لکنها عرض مستباح لکل من لا يتحدث العربية لکل من يحمل جواز الولايات الخمس والخمسين ويحمل وسم نجمة داود السداسية ,فسارق الساعات في واشنطن لا يحفل به هناك حتی الکلاب المشردة عندهم ,بينما في بلاد العرب أوطاني يتم الاحتفاء به بنشرةٍ إخباريةٍ خاصة تحت عنوان “مسٶول رفيع المستوی يزور البلاد ” .
علی سمفونية هذا القصيد حيکت الاغتيالات وحبکت المٶامرات وتم سفك دماء المخلصين للدين وللقومية ,ضمن فوضی مشاعر هذه القصيدة العارمة .
سنحاکم الشاعر والقصيدة ومعلم اللغة العربية ,سنحاکم کل من سوقوا هذا النشيد واستغفلوا ظهورنا وطعنوا کل عروبتنا حتی صرنا نتعار منها ,فبلاد العرب أوطاني طعنت الکويت في خاصرتها ,وقتلت بغداد الرشيد وأتت علی مضجع سيف الله المسلول في حمص ,بلاد العرب أوطاني صبغت صحراء شيخ المجاهدين المختار بالدم ولونت مقابرها بأٓلاف الشواهد الجديدة ,بلاد العرب أوطاني حولت تونس الخضراء لخريف داٸم الاصفرار ,بلاد العرب أوطاني نسفت تاريخ بلاد المليون شهيد لتعظم شخصا واحداً أراد صولجان السلطة تحت التراب ,بلاد العرب أوطاني أحرجت قاهرة المعز ومصر شاعرها ,بلاد العرب أوطاني تلف حبال القطيعة حول عنق دوحة قطر بشعبها وتحرمها حضن أمه الخليج الرٶوم .بلاد العرب أوطاني تخلت عن أحرارها في ذمام الخديعة ,وکبلت سعادة اليمن في سلاسل الموت الحمراء وکممت أفواه فصاحته بالباردود وأمطرت سماءها بطاٸرات بلاد العرب أوطاني .
بلاد العرب أوطاني صارت عقد حسناء أنفل من جيدها نحو کفين کف التطبيع وکف التطبيل للتطبيع ,بلاد العرب أوطاني انسکاب زيت کرامتنا في قدر غاصبنا وعدونا التقليدي ,بلاد العرب أوطاني هرولة الخوف علی العروش وانبطاح الذل خشية الشعوب الناقمة علی من مثلوا علی مسرحنا دور العروبة وانصرفوا نحو داووديتهم السداسية وانکشفوا !.
