كيف تصنع نفسك؟

كيف تصنع نفسك؟

#عبدالبصير_عيد

من أجمل المقولات المنتشرة لجورج برنارد شو: ” ليس المهم أن تجد نفسك بل أن تصنعها”

لكن السؤال هنا كيف يمكن أن أصنع نفسي ونحن نعيش في مجتمعاتنا، غارقين في مشاكل كثيرة؛ اقتصادية وسياسية و اجتماعية؟ مشاكل تبدأ من أصغر دائرة وهي العائلة وحتى البيئة المحيطة المشتعلة من حولنا، هل نستسلم للإحباط واليأس ونكون مكبلين مأسورين من غير جدران ولا قضبان، أم نبدأ رحلة الكفاح نحو اكتشاف الذات وصناعتها؟ دائماً هناك فرصة عميقة يمكن أن تخلقها في داخلك من وسط الضجيج، إنها فرصة أنت من يخطط قصص النجاح فيها.

لا تخلوا #الحياة من #المصاعب و #التحديات، ولسنا من الكمال أن نكون أقوياء في كل حالاتنا، نتعرض لليأس والخذلان وضعف الحيلة والعجز في كثير من الأحيان، ونستمع لصوت الواقع المرير يداهم ذواتنا ويقرع جرس الخوف في إرادتنا، لكن من يريد أن يعيش عليه أن يقاوم كل تلك الهواجس ويتحلى بعزيمة قوية تمكنه من معالجة نفسه بنفسه، وتذكر أنه لن يشعر بك الجميع لكنك الوحيد القادر على فهم نفسك وتطبيب جروحك وترميم ما تبقى من ذاتك.

الحياة لا تتعلق بأن تكتشف شيئاً في ذاتك فقط بل بتشكيل هويتك ووجودك بشكل عملي ونشط، أن تصنع نفسك من خلال الدخول في معترك الحياة واتخاذ القرارات والاختيارات والجهود المبذولة على أرض الواقع. ولكن قبل كل شيء عليك أن تفهم نفسك وتحاورها في جلسة صريحة خاصة بينك وبينها، اسألها تلك الأسئلة الصعبة التي تبحث في داخلك وكن مستعداً للإجابة عنها. فكر بما يهمك حقاً وما هي غايتك؟ ماذا تريد وكيف الوصول؟ ما الذي يمنعك من الوصول وكيف تتغلب على كل تلك التحديات؟

بمجرد أن تدرك ما تريد وتبدأ بفهم نفسك جيداً عليك أن تبدأ بالانتقال للمرحلة الثانية وهي احتضان الفضول والاكتشاف من خلال خطوات عملية متدرجة تقودك خارج منطقة الراحة التي اعتدت أن تعيش فيها. حاول أن تكون منفتحاً على الحلول وأكثر إدراكاً على الأفكار التي حولك وخاصة تلك التي تخدم طريقك ورؤيتك. إقرأ فيما يهمك، وانخرط في محادثات جريئة هادفة مع من يفيدك، وانخرط في الأنشطة التي تلهمك.

لنفترض أن إنساناً اكتشف في نفسه مهارة معينة أو هواية محددة، لكنه كان متردداً في متابعتها لأسباب كثيرة يمكن أن تكون من بينها الخوف من الفشل أو غياب الثقة الكافية بقدراته، وبدلاً من الاكتفاء بما وجد في داخله تقدم خطوات استباقية في تطوير مهاراته من خلال الدورات والتدريب العملي، لذلك قام هذا الإنسان بتحويل ما وجده في داخله من مهارة إلى خبرة عملية صنع بها نفسه وشكل بها شخصيته من خلال أفعاله واختياراته.

ولتعلم أن رحلة صناعة الذات ليست مفروشة بالورد دائماً، هناك عيوب وهناك ضعف لكن أفضلنا من يحتضنها ويعالجها ويخلق منها فرصاً للتعلم، هناك تجارب يمكن وصفها بالفاشلة لكن صاحب الإرادة هو الذي يحول الفشل جسراً إلى النجاح. ومن أجمل ما قيل في هذا السياق ما نسب لتوماس أديسون: “سقوط الإنسان ليس فشلاً، بل الفشل أن يبقى حيث سقط”.

لذلك على الإنسان الذي يريد أن يصنع نفسه ويخلقها من العدم أن يتغلب على مجموعة من التحديات، ويتخذ مجموعة من الخطوات العملية التي تعينه على ذلك، كالتأمل الذاتي ووضع أهداف صغيرة قابلة للتحقيق ومواجهة المخاوف والتحديات بشكل متدرج وطلب العون والمساعدة عند الحاجة وأخذ خطوات عملية على أرض الواقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى