سواليف
نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية تقريرا بينت من خلاله أن تكنولوجيا المنزل الذكية المزودة بكاميرا موصولة بالإنترنت، والتي أطلقتها كل من شركة أمازون وغوغل وفيسبوك، تهدد خصوصية مستعمليها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن المستخدمين قد يشعرون بالقلق إزاء سماعاتهم الذكية وإمكانية اعتمادها من قبل أطراف أخرى للتنصت عليهم، لكن هناك خطر آخر يلوح في الأفق حول كابوس الخصوصية. ففي الحقيقة، لم يعد عمالقة التكنولوجيا راضين عن تسجيل صوتك في المنزل فقط، بل أصبحوا يريدون مشاهدة كل الخطوات التي تقوم بها.
وذكرت، أن فيسبوك يقدم كاميرا “بورتال” الذكية، بينما تتضمن مجموعة سماعات “إيكو شو” الذكية من أمازون شاشة تعمل باللمس وكاميرا. وقد أعلنت شركة غوغل عن إطلاقها لمساعد “نيست هاب ماكس” الذكي الجديد بقيمة 219 جنيها إسترلينيا، الذي يتضمن كاميرا خاصة لإجراء مكالمات الفيديو والتقاط الصور. كما يسمح لك هذا المساعد بالاتصال بالكاميرا الخاصة بك عبر تطبيق نيست وتمكينك من مشاهدة ما يجري في منزلك عبر هاتفك المحمول.
وأفادت، بأن شركات غوغل وفيسبوك وأمازون ترغب في السيطرة على المنازل الذكية وجذب المستهلكين إلى خدماتهم، لكن ظهور هذه الكاميرات يبعث على القلق في صفوف المدافعين عن الخصوصية والأمن، الذين عبروا عن عدم ارتياحهم من اعتياد المستهلكين على كاميرات الفيديو المتصلة بالإنترنت في جميع غرف منازلهم.
وأوردت الصحيفة أن مساعد “نيست هاب ماكس” الذكي الجديد من غوغل انضم إلى مساعد بورتال من فيسبوك وإيكو شو من أمازون باعتباره مجهزًا بشاشات تعمل باللمس ومتصلة بكاميرات وميكروفونات. وعندما تريد إجراء مكالمة فيديو، فإن كل ما عليك فعله هو الجلوس أو الوقوف أمام الشاشة لاختيار الشخص الذي ستجري معه المحادثة، لتوصلك هذه الأجهزة به.
ويعتبر المساعد المنزلي بورتال من فيسبوك عبارة عن “كاميرا ذكية” مصممة ظاهريا للدردشة المرئية مع أصدقائك عبر خدمة فيسبوك ماسنجر الخاصة بالشركة. ويتمتع جهاز إيكو شو الخاص بشركة أمازون بأجهزة استشعار للحركة تعمل على تفعيل الجهاز عند دخول شخص إلى الغرفة.
وتطرقت الصحيفة إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية حول الميكروفونات المتصلة باستمرار، حيث غالبا ما تسجل تطبيقات المساعد الصوتي، على غرار أليكسا ومساعد غوغل، محادثات المستخدمين عن طريق الخطأ. وخلال السنة الماضية، اعترفت شركة أمازون بأن جهاز إيكو سجل محادثة زوجين بالصدفة وأرسل تسجيلا لمحادثاتهما الخاصة إلى أحد الموظفين الذي يعملون لدى الزوج.
وأشارت إلى أن الجهات التي يمكنها النفاذ إلى هذه التسجيلات بمجرد إرسالها مرة أخرى إلى خوادم الشركة الأم، تعد من بين أكثر القضايا الملحة. فمقاطع الفيديو والصوت المسجلة على أجهزة إيكو من أمازون لا يقع تسجيلها على الأجهزة نفسها، بل يتم إرسالها مرة أخرى إلى خوادم شركة أمازون لمعالجتها.
وأفادت الصحيفة بأن شركة “رينغ” لأمن المنازل التابعة لشركة أمازون قامت بإنتاج كاميرات منزلية ذكية مثل أجراس الأبواب المتصلة بالإنترنت وكاميرات المراقبة، موصولة بتطبيق مركزي وخوادم أمازون. وقد واجهت الشركة انتقادات بسبب سماحها لمشرفين في أوكرانيا بالنفاذ إلى مقاطع الفيديو المسجلة بواسطة أجراس الأبواب وكاميرات المراقبة.
وفي الواقع، تتباهى شركة “رينغ” بامتلاكها لخوارزميات معقدة يمكنها تحليل التسجيلات تلقائيا، ولكن غالبا ما تعمل هذه الخوارزميات بمساعدة أشخاص مشرفين يقومون بالتحقق مرة أخرى من أن أجهزة الكمبيوتر تقوم بتحليل هذه التسجيلات بشكل صحيح. ولا يقتصر هذا الأمر على أجراس الأبواب فقط، وإنما تشارك أمازون أيضا التسجيلات الصوتية التي تُجرى من خلال سماعات إيكو مع المشرفين للاستماع إليها ونسخها يدويا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يحثون المستخدمين على التحقق من البنود والشروط قبل استخدام هذه الأجهزة المنزلية الذكية. وحيال هذا الشأن، قال مات والمسلي، مدير منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “فكترا” للأمن السيبراني: “لا تقبل بالشروط والأحكام دون قراءتها. وقم بالبحث عن خيارات إدارة التسجيلات بما في ذلك الحد من استخدام ومشاركة تسجيلاتك وحذفها”.
ونقلت الصحيفة عن جوزيف كارسون، كبير علماء الأمن في شركة “ثيكوتيك”، قوله إنه: “ينبغي أن يكون المستخدمون حذرين للغاية فيما يتعلق بوضع كاميرات متصلة بالإنترنت في منازلهم، خاصة في الغرف التي لا يريدون كشفها مباشرة إلى الجمهور. وعندما تضع كاميرا متصلة بالإنترنت في منزلك، فيجب أن تدرك دائما أنك دعيت شركة تكنولوجيا إلى منزلك مما يعني عادة أن بياناتك يقع مشاركتها مع هذه الشركة”.
وبينت الصحيفة أن شركة غوغل لا يمكنها حماية العائلات عند اختراق بياناتهم عبر مواقع الويب الأخرى، إذ يستخدم المخترقون عناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور من عمليات اختراق أخرى، ثم يقومون بتنفيذ هجمات لمحاولة الدخول إلى الكاميرات. وفي بعض الأحيان، يحالفهم الحظ.
وفي وقت سابق من هذه السنة، قدمت سلسلة من التقارير تفاصيل حول عمليات اختراق كاميرات غوغل نيست باستخدام بيانات مخترقة. وقد قالت إحدى العائلات في الولايات المتحدة إن أحد المتسللين اخترق كاميرا نيست للمراقبة الخاصة بهم وكان يتحدث إلى طفلهم باستخدام مكبر صوت الكاميرا. وعند تدخل أحد الوالدين، أدلى المخترق بتعليقات عنصرية.
وأوردت الصحيفة أن معظم هذه الأجهزة تمتلك نظم حماية مدمجة يمكنك تفعيلها لحماية خصوصيتك من الناحية النظرية عندما تكون موصولة بالكهرباء. ويسمح لك كل من أليكسا من أمازون ونيست من غوغل بعدم إرسال تسجيلاتك إلى الشركة، مع إمكانية إقفال الميكروفون يدويا والنفاذ إلى “سجل محادثاتك” وحذفه من الجهاز.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن أفضل الحلول لحماية خصوصيتك تتمثل في استعمال غطاء العدسة الواقية لحجب الكاميرا أو فصل الأجهزة عن الكهرباء عندما لا تكون في حاجة إلى استخدامها.