الطفيلة .. بركان الدراويش / شادي الربيحات

الطفيلة .. بركان الدراويش
عند وصولك لمفترق الطرق المؤدية للطفيلة أو معان والعقبة وتحديداً في منطقة جرف الدراويش ستجد أن التضاريس والمعالم تغيرت كلياً فبعد أن كانت طريقك صحراوية المنظر على امتداد خط سيرك سترى أن جنبات طريقك أصبحت فجأةً سوداء داكنة نتيجة لتراكم الحجارة البركانية المتناثرة على جبال وهضاب هذه المنطقة .

في الطفيلة أيضاً براكين من نوع آخر ازدادت درجة غليانها وأصبحت تعزف لحن الإنفجار الأخير فالتهميش المجحف والمستمر في حق أبنائها متراكم منذ نشأة الدولة الأردنية ومعاصر لجميع حكوماتها المتعاقبة .

فعلى مستوى البطالة تعد هذه المحافظة المهمشة في المرتبة الأولى على مستوى المملكة وما زاد من وتيرة الغضب أن أبنائها القاطنين في عمان وتحديداً حي الطفايلة يعانون نفس ما يعانيه الأهل في الطفيلة وكأنه أمر مقصود دبرته الحكومات في ليال حالكة .
وعلى مستوى الخدمات والتنمية الإجتماعية والصناعية تتذيل الطفيلة الترتيب على مستوى محافظات المملكة ومن جميع النواحي ، وما يكفي من حديثي عن هذه الناحية أن المحافظة الوحيدة في المملكة التي لا يوجد فيها مستشفى مدني هي محافظة الطفيلة .

الطفيلة وحيها في عمان يزخران بالطاقات العلمية المميزة ومليئة بأقطاب الذكاء ومن كافة التخصصات والدرجات العلمية ولكنهما يصطدمان بحاجز البيروقراطية التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس أول حكومة إلى الآن .

مقالات ذات صلة

وما زاد من وتيرة الغضب هي القرارات الأخيرة بتعيين أبناء وأقارب وأصهار لرؤساء حكومات ونواب ووزراء في وظائف برواتب كبيرة ما جعل خريجي الجامعات من أبناء الطفيلة وحي الطفايلة يعرضون شهاداتهم الجامعية للبيع وهو ما ينذر بانفجار بركان غاضب يزداد ارتفاع دخانه يوماً بعد يوم ويوحي بحتمية اقتراب ثورانه .

وإن لم تعيد الجهات الحكومية المعنية حساباتها البيروقراطية المستفزة ستواجه ما لن تستطيع مواجهته فالطفيلة وحجارتها السوداء البركانية المتناثرة على سفوح جبالها وهضابها ليست سوى دلالة واضحة للحذر من إغضاب أهلها وقاطنيها كيف لا والمرء مجبول على طبيعة أرضه ومكان نشأته ومولده .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى