كم راتب العسكري الاردني ! / خالد عياصرة

سواليف

تشكل الأرقام التي كشف عنها تقرير ديوان المحاسبة الأخير، فضيحة حقيقية، يتوجب الوقوف على اسبابها، ومن قاد دفتها، واثارها التي اسهمت بلا ادنى شك بزيادة مديونية الاردن اولاً، والتي وصلت الى حدود ٤٥ مليار دولار، وتخريب وزاراته ومؤسساته ثانيًا.
أرقام فلكية تحملتها خزينة الدولة لضمان رفاهية المسؤولين، ومن تعلق بهم من طفيليات بشرية، بشكل جنوني، كأنك أمام الدولة خلقت ووجدت من العدم لأجلهم، لربما أن الشعب الاردني ليس إلا أجير يتوجب ابقاءه تحت خط القهر، راضخاً لا يقوى على الحركة أو قول كلمة “ لا “ .
وإلا ماذا نسمي الأرقام التي صرفت كرواتب، حتما لا يتقاضها رئيس الولايات المتحدة الامريكية او ئيس الوزراء البريطاني او الياباني او حتى الملك عبد الله بذاته او الامراء.
لننظر مثلا الى رواتب المسؤولين، وابناءهم وبناتهم الذين توارثوا الدولة جيلاً بعد جيل، ولنسأل انفسنا، ماذا قدمموا من خدمات تفيد الشعب حتى يتم مكآفئتهم بهذه الصورة، كل شهر:
مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي 21000 الف دينار، مدير عام شركة تطوير المفرق 20000 دينار، مدير عام شركة تطوير العقبه 19500 دينار، مدير عام شركة تطوير معان 9500 دينار، الوحده الاستثماريه /الضمان الاجتماعي 111000 دينار، موظفي وحدة المشاريع الخاصه والمستشارين/أمانة عمان، رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط البحرية الوطنية 18 الف دينار، مدير الوحده الاستثماريه 20 الف دينار، مدير الوحدة الاستثمارية في مؤسسة الضمان الاجتماعي 111 الف دينار، مدير دائرة الاستثمار بالأسهم 4987 دينار، مدير دائرة الرقابة المالية 4606 دينار، مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات 4235 دينار، مدير دائرة تمويل المشاريع والمساهمات الخاصة 3705 دينار، مدير دائرة الخزينة 3261 دينار، مدير دائرة الرقابة والتدقيق الداخلي 3144 دينار، مدير دائرة العمليات والشؤون الادارية 3072 دينار شهريا .
مدير المخاطر والتخطيط الاستراتيجي 3171 دينار، مدير دائرة الموارد البشرية 3072 دينار، مدير دائرة الاستثمار العقارية 2984 دينار، رئيس قسم ادارة المحفظة 2412 دينار، رئيس قسم الخزينة 2197 دينار.
القائمة تطول تتضمن أسماء مسؤولين يتقاضون شهرياً الألاف الدنانير، دون إيضاح الأسباب الموجبة التي تدعو الحكومة لمنح هؤلاء هذه الرواتب الفلكية.
بالمقابل، يقضي الجندي الأردني ربيع عمره وهو يتنقل من كتيبة الى اخرى ومن سلاح لأخر، وبعد خدمة 20 عاما من الاستحالة بمكان أن يصل راتبه الى حدود 500 دينار، مثله المعلم الاردني الذي يخدم بشكل متواصل 20 سنة ليحصل راتبا لا يصل الى 700 دينار على أحسن الأحوال، وتقاعد 500 دينار، عامل الوطن الذي يأنف منه المسؤولون يعمل مع شروق الشمس ويربط الليل بالنهار حتي يؤمن قوت يومه لا يصل راتبه شهرياً حد 300 دينار.
أليس العسكري والطيار و رجل الأمن الذين يحمون البلد وسمائها ونظامها، أولى بهذه الرواتب من المسؤولين الذين لم يقدموا شيئا حقيقيا يذكر لصالح البلد أو الشعب، أليست المعلمة والممرضة و المهندسة التي تساند زوجها في عملها، أولي بهذه الرواتب منهم، أليس الطفل الذي يذهب الى مدرسته ويهرب من اسوارها جراء برودة غرفها وقلة المستلزمات التي تسهم في العملية التربوية أولى المبالغ منهم.
المحزن حقاً في التقرير والاهتمام الشعبي به، أن القضية تحولت الى سخرية، إذ ركز على فناجين القهوة وسعرها، ولم يلتفت الشعب لمؤسسات يتم تخريبها بشكل ممنهج، او الوزارات تهدم اساستها بأسلوب غريب عجيب، لإثبات فشلها بغية هدمها، واسقاط ما يرتبط بها، لإفساح المجال لاحقاً لخصخصتها لصالح المسؤولين من يقف خلفهم.
اخيرا: أسأل كمواطن أردني، من هو المسؤول عما يجري في البلد، هل هو عبد الله النسور وزمرته ، أم هاني الملقي ومحيطه، وإن أراد الشعب التقدم بشكوى للتحقيق في تقرير ديوان المحاسبة هل يدين الحكومة السابقة أم الحالية، أو لربما تسجل القضية ضد مجهول كما جرت العادة، سيما وأن ذاكرة الشعب اأردني لا تتخطى حاجز ٢٤ ساعة.
خالد عياصرة
kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى