.علـــــــى راســــــــــــي…

[review]الاثنين 28-12-2009

كانت مدرستي الابتدائية تبعد امتارا قليلة عن بيتي، في فصل الشتاء كنا نخرج قبل الطابور الصباحي بدقائق وندخل الصفوف دون التعرض ”للبواطيس” المنتشرة في شوارع المدينة، كما كنا نتمتع بميزة اضافية – طبعا من وجهة نظر الطلاب الآخرين – بحيث اذا نسينا دفترا أو كتابا أو ”علبة هندسة” فاستراحة ما بين الحصتين كانت كافية لتلافي المأزق.

***

شخصيا لم اكن اعتبرها ميزة، على العكس فهي لعنة وسوء حظ و”جهد بلا” منقطع النظير،فطوال صفوف الدراسة بقيت محاولا التنكر من قربي للمكان، متعمدا ”تلويذ رأسي” كلما اقتضيت الحاجة .. وذلك لكثرة طلبات المدرسين، والأذنة، والمدير، وحارس المدرسة، وقيم المختبر، وحتى الموجهين التربويين..

مقالات ذات صلة

مين داره قريبة؟ كان يصيح الأولاد بصوت واحد ويشيرون بأصابعهم : ”احمد يا استاد”!! فيناولني المدرس ”قطرميز فارغ” ويقول: ”عبيلنا اياه زيت”..آخذ القطرميز، اذهب للبيت، أملأه ثم اجلس في مكاني ..في الحصة الثانية : مين داره قريبة؟ فيصيح ”ملاعين الحرسي” احمد يا استاد..فيخرجني من مقعدي ويطلب مني ان احضر لفة ”خريس/سلكة” لزوم عمل تجربة في المختبر..في الحصة الثالثة : مين داره قريبة؟ أصم آذاني وانزل تحت المقعد كي لا اسمع أو أرى سبابته الغليظة التي تأمرني بالخروج..يصيح ”القواريط” من جديد: احمد يا استاد..فيأمرني ان أحضر 3 رؤوس من البصل…وعند تعذري بعدم وجود بصل في بيتنا..يسحبني من اذني ويقول : لعاد شو هظاك اللي ببيت الدرج؟…صدقوني لم أهنأ بفرصة على الاطلاق، فإما أن احضر لبعضهم ”رغيف طابون” أو ”صحن زيتون” أو اطرم ابريق شاي ” أو، أحضر ”منفاخة للفطبول” أو البي رغبة الآذن وأحضر له ”نكاشة بابور” من باب المساعدة…

***

صحيح ان جميع الطلبات كانت تتم من باب العشم.. لكن كنت أتساءل الا يوجد غير ”احمد”؟ ..ماذا لو لم أكن جارا للمدرسة، هل ستسقط وزارة التربية والتعليم..؟؟..

***

يتكلمون عن ضريبة خاصة للبنزين من باب ”العشم”..”على راسي”، ترى الا يوجد غير جيب المواطن لسد العجز وملء الخزائن؟.

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى