كمشة من رفاق الثانويّة

كمشة من رفاق الثانويّة
كامل النصيرات

هي المدرسة وذكرياتها التي تُدمع العين الآن. المدرسة التي أبقت لك (كمشة) من أحباب الصفّ والطابور الصباحي؛ الذين كلّما انقطعت أو قطعوا؛ ظهروا فجأة واجتمعنا فرأينا الشيب أكثر؛ وكانت أسماؤنا التي بلا (أبو) صارت تحمل اسم (الأبوهات/ أعرف أن الجمع غير صحيح) . فصار صالح السلامات (أبو عقاب) و باسم طه (أبو عبد الله) و فارس الزوايدة (أبو إبراهيم) وطه جدعان العبادي (أبو أحمد) وأنا (أبو وطن)..! وهذا تعبير عن ولدة جيلٍ جديد سيلينا شئنا أم أبينا..!
أتكلّم عن رفاق المرحلة الثانوية؛ الذين بقينا نحمل تفاصيل بعضنا ويحفظون عني ما نسيته وأحفظ عنهم ما سقط من الذاكرة. عنهم بالذات لأننا نلتقي بشكل جماعي من جديد حتى لو غبنا ثلاث أو أربع سنوات؛ بينما هناك رفاق آخرون ألتقيهم بشكل فردي.
آخر لقاء مع هذه الكمشة أو الشلّة كان الخميس الماضي في بيت باسم طه وكان (أحمد صوالحة / أبو عبد الله) هو قاسمنا المشترك بعد الثانوية لأنه يكبرنا بسنوات ولم نره في طابور أو صف .
مجرّد اللقاء كان يكفي لاشعال (النوستالجيا / الحنين إلى الماضي) ؛ كان يكفي لنسيان العالم الحالي والعودة إلى مرحلة الفتيان؛ تلك المرحلة التي كانت تتشكّل أمام أعيننا وظننا حينها أننا سنكون أبطالها وإذ بنا شهود عليها فقط ولم يسمحوا لنا بأن نكون من قادتها ولا من صُنِّاعها.
اليوم؛ يذهب الطلاب للمدرسة؛ وقلبي يذهب معهم لأعود بلا هموم إلاّ هموم الذاكرة التي كلّما هدأت خرج إليها ما ينبشها ويعيدني ولداً يحمل تمرّداً أكثر مما يحمل هدوءاً؛ يحمل صخب الدنيا ولا يلتفت إلى يكون وراءه. وليس الآن الذي أحمل معه كيس أدويتي كي أحاول أن أتأقلم بأية جلسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى